لو سأل أحدنا نفسه عن أمنيته في الصغر لوجد أن الحلم هو أن يصبح طياراً وربما طياراً عسكرياً لا مدنياً بالتحديد. هذا الحلم الذي وحد أكثرنا حتى فترة قريبة ربما لم يعد كذلك بالنسبة لأطفال اليوم والغد وأبعد من ذلك لم يعد الأطفال معجبين أصلاً بسلاح لا يعرفون عن إنجازاته إلا قتل الأبرياء تارة من الطيارين والمتدربين وأخرى من المدنيين في الشوارع والبيوت. لا أتهم أحداً بعينه هنا ولا أحد من المنصفين يستطيع أن يلوم أياً من كوادر القوات الجوية أو يتهمه بالتقصير واللا مبالاة في قيادة طائرة من طائرات سلاح الجو، لكن الكل يجمع بأن ثمة خللاً كبيراً في نظام القوات الجوية قد يفوق كل الأعطال الفنية التي أصابت كل هذا السلاح تقريباً. فالقوات الجوية لا تتوقف عن تدريب الطيارين بين فترة وأخرى فوق شوارع وأحياء العاصمة وهي تدرك أولاً بأن سلاحها غير حديث ولا حتى محدث وغير جاهز بدرجة يجعلها واثقة كل الثقة على القيام بمغامرة التدريب فوق رؤوس الناس ، وقبل ذلك المدن ليست أرضاً للتدريب الذي قد يصاحبه فتح حاجب الصوت بما فيه من إزعاج وقلق ورعب. أمر آخر ما الجدوى من بقاء القواعد الجوية في المدن؟ على المعنيين في هذا السلاح أن يدركوا بأن إخراج القواعد الجوية والطائرات الحربية من المدن أكثر أهمية وإلحاحاً من المطالبة بإخراج المعسكرات من المدن الرئيسية الذي يعد مطلباً رئيسياً هو الآخر أيضاً. فما هو العمل أو الواجب الذي يمكن أن يوكل للمقاتلات في مدينة مكتظة بالسكان؟ هناك الكثير مما يمكن قوله في هذا الملف، لكنني لا أستطيع الإفتاء به لأنني غير متخصص ولا أستطيع الجزم بأي من الجوانب الفنية لكنني أستطيع كما يستطيع الجميع أن نجزم بأن خللاً كبيراً يتهدد سلاح الجو وكادره ويتهدد أمننا جميعاً أيضاً ونطالب كل من له شأن ألا نخلص من فاجعة الدائري بلجنة تحقيق فقط دون عقاب وألا تسجل القضية كسابقاتها ضد مجهول. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك