سقطت طائرة سوخوي 22 ظهيرة أمس فوق حي سكني بصنعاء بعد رحلة تدريبية وقتل قائدها النقيب طيار هاني ا?غبري الذي تناثر جثمانه مع حطام طائرته التي قال شهود عيان ل" اليمن اليوم " أنهم شاهدوها تنفجر في السماء. الحادث هو الثالث خلال أقل من نصف عام الذي تسقط فيه طائرات حربية على سكان العاصمة بدءاً بسقوط طائرة "أنتينوف 29" في منطقة الحصبة في نوفمبر 2012وأودت بحياة 10 من العسكريين اليمنيين في قوات سلاح الجو، تلاه سقوط طائرة نوع سوخوي 22 في حي الزراعة بالعاصمة في فبراير 2013 م وأودت بحياة 15 مواطناً وإصابة العشرات وتدمير منازل سكنية فوق ساكنيها. ضابط في الدفاع الجوي لم يستبعد فرضية تعرض الطائرة لعمل إرهابي جوي، إذ إن انفجار الطائرة في الجو وتناثر شظاياها في عدة أماكن متفرقة من منطقة بيت بوس "شارع الخمسين" يعزز هذه الفرضية، كما لم يستبعد أيضاً في حديثه ل"اليمن اليوم" زرع عبوة ناسفة مؤقتة داخل الطائرة. مشيراً إلى أن حادثة اغتيال 3 طيارين من محافظة لحج قبل أيام دليل على أن القاعدة مركزة كثيراً على الدفاع الجوي. خبير عسكري آخر في الدفاع الجوي قلل من فرضية زرع عبوة ناسفة، محملاً قيادة الجوية كامل المسئولية سواء كان سقوط الطائرة بعملية إرهابية أو خلل فني أو خطأ بشري من الطيار نفسه. وقال في تصريح ل"اليمن اليوم": القوات الجوية منظومة متكاملة وأي خلل يقود إلى خلل أكبر منه، مشيراً إلى أن الطائرة لا تقلع إلا بعد فحص كامل من قبل جميع الاختصاصات، حيث كل مختص يؤكد جاهزيتها من ناحيته ومن مختص إلى آخر وصولاً إلى المسئول المباشر، وفي حال وُجد فيها خلل تتم الإشارة إليه في المحضر، والطيار بالتأكيد لن يغامر ويقبل الإقلاع في حال أبلغوه وجود خلل ما حتى لو كان صغيراً. وأضاف: البيان الصادر عن وزارة الدفاع بشأن سقوط الطائرة يقلل من فرضية تفجيرها بعبوة ناسفة، حيث أن البيان أكد فحص الطائرة قبل الإقلاع، بالتالي إن كان هناك خلل فني قد أدى إلى سقوط الطائرة معناه أن هناك إهمالا وتسيباً لدى الجانب الفني في الجوية ككل، ثم كيف يؤكدون له جاهزيتها وأين دور المسيطر الجوي في البرج الذي يراقب الطائرة في محيط المطار والذي من المفترض أنه بمجرد أن يلحظ مشكلة أو خطأ من الطيار المتدرب يسارع بتنبيهه، أما إن كان السقوط قد تم بعبوة ناسفة، فالمصيبة أعظم، إذ كيف يؤكدون جاهزيتها، وكيف تم زرعها وسط الإجراءات الفنية التي يفترض دقتها. وأشار المصدر إلى أن هناك خللا كبيرا في منظومة الدفاع الجوي ولا أحد يستطيع أن ينكره، بل إن نكرانه مقامرة. وكان بيان صادر عن وزارة الدفاع قال إن طائرة السوخوي 22 سقطت بعد رحلة تدريبية قامت بها وهي في جاهزية كاملة بقيادة طيار هاني علي عباد الأغبري. وأشار المصدر إلى البيان التوضيحي الصادر عن السكرتير الإعلامي لقوات الدفاع الجوي والذي تحدث فيه عن أن هناك استهدافا واضحا وممنهجا للقوات الجوية والدفاع الجوي لتصفية كوادرها وتدمير معداتها. وقال المصدر، وهو خبير عسكري في الدفاع الجوي –اشترط عدم ذكر اسمه-: "البيان تهرب من المشاكل الحقيقية التي تعانيها الجوية"، مشيراً إلى أن معظم التغييرات التي حصلت داخل الدفاع الجوي لم تكن مدروسة بقدر ما طغى عليها الطابع الحزبي إذ لم يكن معظم البدلاء من الكفاءات المشهود لها، ثم إن من الخطأ الفادح إيقاف العمل بالوثائق الفنية تحت مبرر أنها وضعت من قبل النظام السابق، وبقي العمل ارتجاليا وهذا أمر غير مقبول. وأضاف: "أيضاً انخفاض حصص التدريب وبشكل كبير وغير مقبول، حيث يفترض أن الطيار يطير في السنة ما لا يقل عن 120 ساعة بمعدل 12 ساعة كل شهر، ولكن الحاصل الآن أن أكثر طيار لا تتجاوز ساعات طيرانه في السنة 12 ساعة"، مضيفاً أن تزايد حوادث سقوط الطائرات الحربية على سكان صنعاء يبرر مثل هذه الخطوة. وكشفت مصادر عسكرية ل"اليمن اليوم" عن ترتيبات داخل وزارة الدفاع لنقل القاعدة الجوية بكافة معداتها إلى قاعدة "العند". العشرات من المواطنين شاهدوا الطائرة لحظة انفجارها في الجو ثم سقوطها على المناطق السكنية وأحد أجنحتها سقط على حافة سور كبير يضم أرضية فسيحة تطل مباشرة على شارع الخمسين وأجزاء أخرى سقطت وسط شارع ترابي تغمره بركة راكدة من مياه الأمطار وتحيطه المباني السكنية من كل جانب ويبعد نحو 30 مترا عن مكان سقوط الأجنحة، وكل أجزاء الطائرة المتناثرة حملت أشلاء من جثة الطيار. من جانبه قال مواطن أصيب بشظية زجاج في وجهه، وهو يقطن في أحد شقق "مجمع الإسكان التجاري" الذي تضررت واجهته وتكسرت بعض نوافذه جراء سقوط أجزاء من بقايا الطائرة إنه لا ضحايا في المبنى والمباني المجاورة عدا بعض الخدوش. في مكان الحادث تواجد نائب أمين العاصمة أمين جمعان ومحافظ صنعاء عبدالغني جميل، لكن المواطنين من أبناء المنطقة تجمهروا بكثافة مرددين "لا جوية بعد اليوم"، الأمر الذي أدى إلى تدخل قوات الأمن العام والنجدة ومكافحة الشغب لتفريق المتجمهرين المحتجين على استمرار الطلعات التدريبية للطائرات الحربية في أجواء العاصمة. إلى ذلك طالب بيان صادر عن الحملة الشعبية لمنع تدريبات الطيران الحربي فوق أجواء المدن السكنية تسلمت "اليمن اليوم " نسخة منه بمنع وحظر الطيران الحربي فوق أجواء المدن السكنية، وأعلن البيان عن شروع الحملة برفع دعوى قضائية من أجل استصدار حكم قضائي يمنع تدريبات الطيران الحربي فوق المدن السكنية. السيرة الذاتية لقائد الطائرة النقيب طيار هاني الأغبري رئيس عمليات سرب تخرج العام 2002م، ضمن الدفعة التاسعة طيران. يبلغ من العمر 34 عاما. وهو من مواليد مديرية ماوية محافظة تعز، وله ثلاثة أبناء جميعهم من الذكور. وبدأ أول طيران له على طائرة السوخوي عام 2002م.