أصبحنا على مقربة وعلى مسافة قصيرة من انعقاد المؤتمر الوطني للحوار الذي تحدد انعقاده في ال18 من مارس المقبل هذا المؤتمر الذي سيكون المحطة المفصلية بأن تكون اليمن وتتعافى وتدخل معترك البناء والتنمية بروح جديدة ووتيرة عالية تعوض ما فاتها من حرمان وتخلف وانهيار اقتصادي واجتماعي وثقافي، وإما أن تذهب إلى المجهول والذي ندرك حقيقته جميعاً وهو التمزق والحروب الأهلية وانهيار للدولة ومؤسساتها وهذا ما سيجعل اليمن يعود إلى الخلف لعشرات السنين، لكن علينا أن نكون متفائلين خصوصاً وأن لنا تجارب سابقة في المؤتمرات الحوارية منذ قيام الثورة السبتمبرية، فكان في الكثير منها يخرج اليمنيون وهم منتصرون لليمن بالرغم من أن الوعي حينذاك كان لا يزال قاصراً لدى المتحاورين ما بالنا اليوم وقد تنامى الوعي لدى اليمنيين لعشرات المرات وخصوصاً النخب التي ستدخل إلى قاعة المؤتمر فهي ستدرك جيداً العواقب الخطيرة في حال أخفق المؤتمر لذا نقول بأن على كل عضو من أعضاء المؤتمر أن يتمثل عضويته لليمن بعيداً عن عضويته للحزب أو للقبيلة أو أي من الأطراف الأخرى لأن اليمن هي من نستظل جميعاً بسمائها ونشرب من مائها وننعم بخيراتها فهي عزنا وشرفنا وكرامتنا ولن تقبلنا أرض غيرها، على أعضاء المؤتمر أن يستحضروا في مؤتمرهم إرادة كل اليمنيين جميعاً في خلق وبناء يمن جديد آمن ومستقر تحكمه دولة النظام والقانون دولة المؤسسات التي تتفق وروح العصر الذي نعيش فيه، على أعضاء المؤتمر أن يدركوا جيداً أن كل اليمنيين دون استثناء ينظرون إلى ال18 من مارس بالتفاؤل الممزوج بالقلق وعليهم أن يبددوا قلق الناس من خلال الأفعال البعيدة عن الأنانية والمصالح الضيقة سواءً أكانت حزبية أو مناطقية أو مذهبية أو غير ذلك من المصالح التي لا تخدم اليمن بل تزيد الأمور انهياراً وتعقيداً، وقد مر بنا التاريخ في ظروف مشابهة وكانت النتيجة خلافات ومناكفات وحروب أهلية هنا وهناك، وأنعكس كل ذلك على تخلف اليمن في كل مناحي الحياة بينما العالم من حولنا يسير بخطى ثابتة صوب النمو والتطور، ومن العيب والعيب جداً أن يمضي خمسون عاماً على انتصار الثورة اليمنية في العام 62م ونحن نفتقر للدولة المدنية الحديثة والتي لازالت غائبة حتى يومنا هذا، من العيب أن تظل الدولة أسيرة لقوى متنفذة لا تعمل إلا لخدمة أهدافها ومصالحها بينما مصالح الشعب ليس لها حضور من هنا جاءت الثورة الشبابية السلمية لتقضي على كل هذه الموروثات والمعوقات التي أصابت اليمن بمقتل وكان من نتائج الثورة الشبابية هو مؤتمر الحوار الوطني الذي سيحدد شكل الدولة وسيعمل على حلحلة كل المشاكل التي أصبحت تهدد استقرار وأمن المجتمع وفي هذا الخصوص علينا أن نثبت للعالم أننا شعب الحضارة من خلال العمل على إنجاح المؤتمر خصوصاً وأن العالم كان يراهن بأن اليمن سوف تنزلق إلى الحرب الأهلية، إلا أن الرهان كان خاسراً وأثبت اليمنيون أنهم أكثر حرصاً على وحدتهم واستقرارهم وكانت الثورة الشبابية أقل كلفة قياساً بما نراه في ثورات الربيع العربي، واليوم ونحن نعيش هذه المرحلة الحاسمة لا تكون المسئولية في إنجاح المؤتمر على المشاركين فيه وإنما تقع على كافة مكونات المجتمع من أحزاب ونقابات واتحادات وجهاز إعلام مرئي ومسموع ومقروء وسواءً كان حكومياً أو أهلياً وحزبياً فالإعلام تقع عليه مسئولية كبيرة في تلطيف الأجواء والابتعاد عن التشنجات والاتهامات المتبادلة على وسائل الإعلام المختلفة أن تستشعر مسئوليتها الوطنية الكبيرة من خلال الالتزام بالخطاب الإعلامي الذي يقرب ولا يباعد من وجهات النظر والابتعاد عن كل خطاب يساهم في تعميق الهوة بين المتحاورين بكلمة مختصر العمل التخلص من الخطاب الإعلامي السائد الآن وإلا فإنه سيكون مشاركاً في إفشال المؤتمر. رابط المقال على الفيس بوك