عطفاً على سلسلة اليوميات التي تناولت رواية “الخزرجي” أختمها اليوم باستكمال التوصيف العام وعلى النحو التالي: • المعادلة الحرجة التي تحكم صيرورة الخزرجي تتمثل في كونه حفظ عشرات الكتب ثم نسيها، وألف أُخرى لا أثر لها، ولم يبق معه سوى البنِّ والعسل!.. ذلك “ أن الله مسح على صدري، فنسيت كل شيء وتفرغت لمعرفته”.. هكذا يقول الخزرجي. وبهذا القول يخرج من دائرة البرهان لفضاء التجويز الميتافيزيقي حد الاحتياط الموهوم، وتلك هي تميمته وأمثاله من متوسِّلي الغيوب الرمادية. • المتوازيات السردية التي تتصل بتعدد الخيوط مع التدوير المُمْعن، تجعل البطل السارد مختفياً وراء المتحدثين .. تجعله متحدثاً، واصفاً، مُستمعاً، صامتاً، ثرثاراً، مُدوِّناً، استرجاعياً، ومتطيراً في تفسيراته. • المصادفة البحتة عند المحطة تصنع الرواية، وهنا نتملَّى في فقه “الصدفة والضرورة” التي تذكرنا بتفاحة نيوتن الشهيرة، وتسحبنا من أُنوفنا صوب الفلسفة وعلم الكلام، مما لسنا هنا بصدد تفصيله الطويل. • الوقفة مع ابن عربي تطول، لكن رؤاه المفارقة لمألوف المفاهيم الوجودية والماورائية تطل من طرف بعيد، وخاصة مايتعلق منها ب :«البهللة والتبهلل»، كما عند المريد المُتبَهلل عبدالسلام. • البيت المألوف الذي غنته فيروز: حامل الهوى تعبُ يستخفه الطربُ منسوب هنا لصوفي، وأذكر أني قرأته لأبي نواس الذي لا يتروْحن بالطريقة الصوفية، بل بالطريقة الدهرية الأبيقورية كامرئ القيس.. أخيراً وليس آخراً:أرى في هذه الرواية الجديدة للشاعر السارد والقارئ المطبوع مروان الغفوري تجربة تستحق التوقف، لكنها تنطوي على مغامرة إبداعية وتتجشم عناء السفر في مفازات ومعارج ذهنية تُغالب السرد حيناً، وتنساب معه أحايين أخرى، وبهذه المناسبة أود الإشارة إلى أن ماسطرته هنا مُجيَّر على “نص ما قبل التعديل الأخير”، وهنا استسمح المؤلف والقارئ العذر على أنني لم أتمكن من قراءة النص المعدل حتى الآن، كما أعترف بأن قراءتي لم تكن ابستمولوجية، بل انطباعية تتوسل علم جمال الذائقة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك