بعد أن تجولنا مع رواية “ الخزرجي” للشاعر السارد مروان الغفوري، هاكم بعض الاستنتاجات العامة: • الفراغات الحوارية المتعددة، تناوباً بين البوح والصمت،دالةٌ أخرى لمونولوج يستقيم على لغة الإشارة.. مايسمى في علم الألسنيات بالاتصال غير اللفظي. • الضمائر تتقاطع مع الأزمنة، فلا نكاد نلمس أين يتموضع السارد العليم. • متابعة الخيط السردي شبيهٌ بمثابة عازف البيان الفردي الاستثناء “باغانيني”، وهنا نلاحظ حرية العزف على أوتار السرد. • السلفية والصوفية تطلّان عند مفترق الطرق، ولكن دونما تقابل كفاحي، كالمعهود في أدبياتهم المعروفة. • فن التغريب يذكرنا بلطيفة “انطون تشيخوف” في ترنيمته السردية القصيرة الكوموتراجيدية “عطسة الجنرال”، بل إن المؤلف يذهب بعيداً لنصادف كتابة إنجليزية، وأُخرى عربية الحرف وإنجليزية الصوت! • فن الاسترجاع جوهر أصيل في النص برمته، لكنه استرجاع تكراري دائري يمنح السارد فرصة للمناورة على الأزمنة المتقاطعة مع الحاضر والماضي، والتداعيات الحرة للمونولوج الذي شبهته من قبل بالمونودراما الشفاهية الصامتة. • الخزرجي القادم من اللامكان يضعنا أمام “ملكيادس لبي” في رائعة ماركيز “مائة عام من العزلة”، مع الفارق الجوهري المتمثل في وجودية ملكيادس، واستدعاء الخزرجى لميتافيزقا الدهماء. ملكيادس كلمة مشتقة من “ملكي صادق” الذي يؤول إلى “الملك القدوس” في الآداب التوحيدية الابراهيمية، والشاهد أن رقاق ملكياديس المرقومة تقول لنا ما كان وما سيكون، برغم كونه غجرياً متبهللاً، بحسب سيرته الوجودية، فيما يقبع الخزرجي في زمن أرضي محض، حتى وهو يشع بخرافات الدهماء، وللحديث ختام يوم غد. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك