لم يتبق سوى أن نسمع عن اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية, تأسف فيه لما يجري في «جامعة الدول التعزّية», وتوقف الدراسة فيها منذ شهرين, وأزيد. ما للحجر إلا أختها.. وليس لجامعة تعز, إلا جامعة الدول العربية , هي من ستفك الحصار المضروب على قاعات الدراسة, وهي من «ستحث» الجامعة تمكين الطلاب من أداء امتحاناتهم, وهي من ستقول للقيادة السياسية والحكومة وقيادة السلطة المحلية : عيب, لأن «عيب» المحلية, لا معنى لها في قاموس اليمنيين. عندما تتوقف الدراسة في جامعة لمدة شهرين, وتكون أقصى أماني طلابها تمكينهم من أداء امتحاناتهم فقط , يصرخون ولا أحد يسمع, ويحرقون «ملازمهم» ولا أحد يشم, أو يشاهد العلم يتبخر في شارع جمال, فهذا يعني أن اليمن يسكنها 25 مليون لوح لا يبالون, وليس مواطناً, وأن الحكومة تغتال التعليم في وضح النهار, وأن السلطة المحلية في تعز تُفرط بآخر ما يحمل اسم تعز. لم أجد تفسيراً مكتملاً لما يجري في جامعة تعز . هل يُعقل أن الدولة التي تتذكر هيئة رعاية الشهداء ومناضلي سبتمبر بقرار جمهوري, ولم تتناس أي محافظة من تعيين الوكيل السابع عشر, وتتمنى لو أن قناة السويس تحت اختصاصها حتى تُعين لها مديراً, لا تقوى على تعيين قيادة لجامعة يمنية متواضعة اسمها جامعة تعز ؟ هل يُعقل أن الحكومة استسهلت إلى هذا الحد اغتيال العلم , هكذا ب «قلم بارد», وأصبح مستقبل آلاف الطلاب الذين باتوا يعانون من أزمات نفسية بسبب إحساسهم أن سنة دراسية ستتبخر, في مهب ريح الأحزاب, والقوى المتخلفة, التي شوهت كل شيء في اليمن, إلا الجامعات؟. هل يُعقل, أن قيادة السلطة المحلية بتعز, وعلى رأسها رجل صاحب ثقل كشوقي هائل, لم يستطع حتى اللحظة, انتزاع قرار سياسي يعيد الحياة لأهم معلم في مدينته, وينتصر لطلاب حولتهم جامعة تعز إلى «هُبل» : شهور من المذاكرة والاستعداد للامتحانات وبعدها يجدون أنفسهم أمام قاعات مغلقة, لا يحولهم إلا «طحاطيح», بس «هُبل», وساعتها بدلاً من أن يرفدوا سوق العمل, سيرفدون شارع جمال بالمزيد من «المجانين والهُبل», وساعتها, سيكون السبب محور شر , تآمر, وأوصلهم إلى مرحلة كهذه. لم تكن جامعة تعز تستحق رصاصة الرحمة هذه, فهي كسيحة منذ عشرة أعوام.. على الأحزاب التي تطالب ب «المحاصصة» فيها أن تخجل من أفعالها, فالتي يتصارعون عليها أصبحت «جيفة», لا جامعة. تبرز كل جامعة في دول العالم, بنبوغها في إحدى التخصصات العلمية : صحافة, سياسة, اقتصاد , موسيقى , طب , لكن الشيء الوحيد الذي تمتاز به جامعة تعز بأنها «مقر كبير لضباط الأمن السياسي والقومي والمخبرين على مختلف درجاتهم», فعلى ماذا تتصارعون؟. امنحوا طلاب جامعة تعز أوسمة لأنهم يدرسون في بيئة سامة , كتلك التي تتواجد في حبيل سلمان.. استغنوا ولو قليلاً عن بعض قذارات السياسة, وانتصروا للعلم, ولطلاب يعانون, ومازالوا حتى اليوم يقولون إنهم طلاب في جامعة تعز, وليسوا مجانين فيها. جامعة تعز لا تحتاج إلى مجرد قرار جمهوري, من نوعية التي يتم تصديرها إلى دواوين المحافظات على شاكلة وكلاء, بل انتقاء قيادة كفؤة ونزيهة لا تنتمي سوى للعلم.. تعز أنجبت الكثير من العقول القيادية, مرميين في كل أقسام الجامعات اليمنية, والبحث عنهم لا صعوبة فيه. جامعة تعز بحاجة إلى رئيس محنك, قادر على تربيط اللصوص الصغار, لا تسليمها للضباط كما فعل السابقون.. ابحثوا, أو قوموا باستيراد رئيس جامعة من دول شرق آسيا, وإذا وجدتم صعوبة في ذلك, فما عليكم إلا إصدار قرار جمهوري بتحويلها الى مدينة سكنية, فهي أقرب ما تكون لذلك. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك