ثورة ...مبادرة خليجية.. انتخابات أو استفتاء.. مرحلة انتقالية.. شعارات تناسب كل مرحلة.. حكومة وفاق،منظمات، ورش عمل.. دورات، مبادرات شبابية. اليمن بطولها وعرضها بعد مرور سنتين مازالت كل هذه التسميات السابقة لم تستطع أن تضع حلاً لانقطاع الكهرباء، لم نستطع أن نصنع جداراً من الوعي يفصل لدى بعض الناس بين قضايا دولة تعني جميع اليمنيين ،وبين قضايا شخصية تعني أفراداً، ولكنها تضيّع خلفها مصالح شعب بأكمله. مازلنا بعد سنتين من انطلاقة الثورة لم نصنع شيئاً لأبنائنا الطلاب في المدارس والمعاهد والجامعات ...،طلابنا في جامعة تعز يحرقون الأحرف والكلمات والسطور.. يحرقون الأوراق والحلم الذي تربع في قلوبهم من أجل مستقبل أفضل لأنفسهم ووطن أجمل لأحلامهم . يحرقون الأمل الذي تبقى لهم من وطن تكالبت عليه المواجع من كل حدب وصوب.. ويشيعون جثمان جامعتهم التي ألقت بهم من قاعة الدرس إلى قارعة الطريق. مازالت جراحنا تنزف ونحن نسمع من يقول لا توجد قضية جنوبية، ولدى هؤلاء الناس رغبة في السير حفاة إلى عدن لفرض الوحدة.. وكأنهم صم بكم عما يحدث في الجنوب. مازلنا بعد ست حروب مضت على الحوثيين، وبعد تعبئة إعلامية ضدهم وبعد التوسع الكبير لهم نجد هناك من يقول لا توجد حركة حوثية. وماذا بعد؟؟ هل نراهن على شخصيات تريد أن تضع خيرات الوطن في جيبها أم على قضايا وطن؟؟ هل ثرنا من أجل القيم والمبادئ والعدالة أم لتقديس أشخاص أثبتت العقود الماضية أنهم لم يعملوا إلا من أجل أنفسهم سواء كانوا في داخل الوطن أو خارجه؟. هل نبني جسوراً من أمل لحياة مستقبلية لأبنائنا أم نقتل مواطن الحلم؟ إلى متى سنظل نحبو في مرابع الحقيقة؟؟ الثورة استوطنت في كل منابت أفكارنا ولن تسير الأمور كما يشاء لها أشخاص بعينهم، فلمَ التباطؤ والمماطلة في وضع النقاط على الحروف؟؟ الوطن للجميع وليس لجماعة أو عائلة، وللشعب خياراته، فالعواطف ليست حلاً عندما يتعلق الأمر بمصير شعب يموت كل يوم، وأوجاع وطن تتعمق في أوردة أبنائه. رابط المقال على الفيس بوك