في التاريخ العربي هناك مراحل ، وحقب تاريخية متتابعة.. كل حقبة أو مرحلة تسمى بتسمية تدل عليها.. مثل التاريخ القديم، التاريخ الوسيط، الحديث، المعاصر.. لكن في التاريخ العربي هناك مرحلتان تمت تسميتهما بدون ترتيب زمني لأنهما ترتبطان بعدة حقب... هما “ التاريخ الجاهلي والتاريخ الإسلامي”.. فالفترة الجاهلية لا تعني الجهل بالقراءة والكتابة.. بل على العكس لكن التسمية جاءت نتيجة لجهل الناس بالحق، وجهل الناس بالخالق، جهل الناس بالله سبحانه وتعالى.. أما التاريخ الإسلامي فهي الفترة التي لحقت العصر الجاهلي، وتبدأ بنزول الرسالة، وبعث محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً للأمة، رسولاً للعالمين. العصر الجاهلي تميز بغياب الدولة.. وسيادة المجتمع القبلي المتعصب ، الظالم المتناصر، المتطاحن في حروب، وسلب، ونهب، وغزو لبعضهم البعض .. القوي يغزو وينهب ويسلب الضعيف، فالجزيرة العربية كانت تسود أو يسود فيها النظام القبلي، وتعصف بها الفوضى، والبداوة والثارات ولم يكن هناك أمن ولا استقرار ولا إنتاج ، حياة بدائية ، عبودية ، استبدادية وفوق هذا كانت تنتشر الوثنية، أي عبادة الأوثان ، فكل له صنمه الذي يعبده، يصنعه بنفسه.. لقد توزعت الجزيرة العربية وبلاد الشام والرافدين وكذا بقية بلاد العرب موزعة بين القبائل: كندة وطي وعبس وذبيان، وتغلب وبكر ومضر و...و.....الخ من القبائل الأخرى التي لم يهدأ لها الحال.. حيث كانت في حروب دائمة تقتتل فيما بينها حتى جاء الإسلام، حصول البعثة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ليخرج الناس “القبائل” من الظلام إلى النور ومن الحروب إلى السلام، ومن العداوة إلى الأخوة، ومن التمزق، والشتات إلى التوحد، ومن الظلم إلى العدل، ومن التفرقة إلى المساواة، ومن الجهالة إلى العلم، ومن الفوضى والثارات والانتقام إلى الشريعة ليبدأ عهد جديد هو العهد الإسلامي الذي يمتد من بعثة الرسول الأعظم وحتى نهاية الخلافة الراشدة بل وهناك من يدخل العصر الأموي، والعباسي ضمن التاريخ العربي الإسلامي. اليوم وبعد ”14” قرن وثلاثة عقود من الإسلام نعود إلى الجاهلية لكن بدون أصنام.. فالأصنام أصبحوا أشخاصاً يأمرون فيطاعون، وصار المسلمون شيعاً وأحزاباً ومذاهباً والعرب طوائف ومذاهب، والعصبية صارت طائفية ومذهبية وما يحدث في بلاد العرب والمسلمين جاهلية جهلاء.. فهم يقتلون بعضهم بعضاً، والفتن والحروب تقتلهم وتصيبهم بالمئات والعشرات وجميعهم يقتل بعضاً وباسم الجهاد والتحرير والحرية والتكفير، والفتاوى تطلق من كل مكان تبيح دماء وأعراض وأموال وديار المسلمين لبعضهم البعض وبدماء باردة.. فالجهاد صار بين المسلمين وبعضهم الآخر، والعدو يتفرج ويحرض ويضحك لأن مصالحه، وأهدافه في بلاد الإسلام على أيدي المسلمين أنفسهم .. أليست هذه هي الجاهلية؟!! رابط المقال على الفيس بوك