(1) .. نعم للحوار .. لكن أي حوار ؟ حوار الطرشان… قد شبعنا منه طيلة قرون منذ أواخر العصر العباسي، وحتى هذا الزمان. المساومة بين مراكز القوى في البلد التي نسميها (حوار ) لا نريدها .. المحاصصة والمقاسمة و...والخ كلها مرادفات للمساومة لا أعتقد أن هذا مكانها... نريد حواراً يكون بعقول مدركة أهمية وخطورة المرحلة التي تمر بها اليمن … حوار بآذان تنصت لمطالب الجميع ... حوار بأفواه غير صاخبة بل هادئة لا تقول إلا ما يصب في مصلحة البلد وليس الحزب ولا الطائفة ولا الفئة ولا المنطقة ... حوار يجمع الناس ولا يفرقهم ... فهل يكون حوارنا مثل هذا الحوار ؟ (2) .. على طاولة الحوار تلتقي اليمن بكل أجزائها ممثلة في كل التيارات السياسية والفئوية وغيرها .. كلهم يتحدثون عن مشاكل اليمن - التي لا أبالغ إن قلت صنعها أطراف من أهل الحوار أنفسهم أو بعض منهم ، او لهم يد في ذلك من قريب أو بعيد -فهل سيتحدثون عن جوهر المشكلة أم يحومون حولها ؟ كم أتمنى من هؤلاء المتحاورين أن يستشعروا الأمانة المعلقة على أعناقهم في هذا المؤتمر القادم ... كل الأحوال من حولنا في بلداننا العربية تقول أنتم يا أهل اليمن أحسن حالاً من غيركم ، والفرصة جاءتكم لتحلوا بالحوار ما لم تسطع أن تحسمه البندقية في غير بلادكم ، فلا تضيعوا هذه الفرصة… فهل ترانا ندرك ذلك ؟ (3) .. الذي أعتقده أن الأيام القليلة التي تفصلنا عن موعد بدء الحوار ستكون صعبة ... هل هذا من التشاؤم ؟ لا ..هذا ما يقوله لسان الحال على الأرض ، فلا نشطح في الخيال ونظن الامور كلها (سبور) ....لا يجب أن نعيش الواقع بكل وقائعه الحلوة والمرة . (4) .. اسمه الحوار (الوطني) وانا قوّست اللفظة الأخيرة لألفت النظر إليها ، حتى نستشعر جميعاً - نحن والمتحاورون - أن الحوار عن الوطن ومن أجل الوطن وعلى تراب الوطن بما يعود بالنفع عليه... والوطن ليس التراب والشجر والحجر فقط بل الوطن الانسان ، هذا المواطن اليمني البسيط الذي هو أنا وأنت وكل منْ ينتسب اليه لذا لا تجعلوه حواراً مفرّغا من هذا ، وإلّا سميناه الحوار اللاوطني ! (5) .. يا أيها المتحاورون المواطن اليمني مطالبه بسيطة ، فهو لا يريد استعمار المريخ ولا يريد أن يصنّع مفاعلاً نووياً ولا يريد أن يقضي الاجازة السنوية كل صيف في بلد شكل…الخ أبداً هو يريد شربة ماء نظيفة ، ومدرسة ذات تعليم محترم يدرّس فيها أولاده ، ومشفى متكامل يعالج فيها آلامه ، وأمن يسير في ظله ، هذا ببساطة ، وحتى أختصر لكم هو يريد حياة كريمة على تراب وطنه ، فهل تقدرون على ذلك ؟ (5) .. أخيراً أدعو اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني أن تعلّق على القاعات التي سيدور فيها الحوار قوله تعالى : (وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ) الآية الأولى في سورة المجادلة، ليستشعر المتحاورون أن الله سبحانه وتعالى يسمع تحاورهم قبل الشعب نفسه. رابط المقال على الفيس بوك