لن يقتنع اليمنيون بميزات الدولة الاتحادية إلا إذا لمسوا ثمارها ، وعرفوا طعم التطور الأفقي ، حينما تصبح أقاليم اليمن الكبرى عامرة بالخدمات وشركات النقل الجوي والبري والبحري ، ومشاريع الاستثمار الكبيرة ، والانخراط الحيوي لملايين العاملين المجدين في الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة . سيعرف الناس حينها معنى الدولة الاتحادية.. عندما يرتفع متوسط دخل الفرد ، وتختفي الظواهر الكئيبة المقرونة بالفقر الأسود ، وينحسر الفجور المالي بقدر ارتقاء الطبقة الوسطى .. يومها سيحول أثرياء البلاد إلى مساهمين حقيقيين في النمو الاقتصادي ، وستنهمر مليارات الاستثمارات من مختلف المهاجر اليمنية المتحفزة للإسهام والعمل ، وستختفي ظواهر الاحتقان السياسي المقرونة بوجدانات نابعة من حقائق مريرة . الدولة الاتحادية هي دولة الازدهار والوحدة الحقيقية والكرامة .. هي دولة المنعة .. دولة اليد العليا المتأففة عن التسول والتخبط عند موائد اللئام العامرة بالشهد والعسل. لاتحتاج اليوم إلى أكثر أو أقل من النظام الاتحادي الفدرالي الذي يؤمن لمواطنيه حياة حرة شريفة، ويمسح عنا وإلى الأبد مذلة الفقر والتوسل. أتمنى على قراء هذا التعبير التلقائي قراءة التجارب الكورية والصينية والهندية لنعرف كيف تتحول المجتمعات الفقيرة إلى مجتمعات غنية تسابق الريح. نحن لسنا مفطورين على مانحن عليه ، ولا نستحق البقاء في هذا المربع الكئيب للفقر والحيرة والتحارب والكراهيات المتبادلة . على المتحاورين إنجاز مقدمات مهام الدولة الاتحادية قبل الإعلان عنها ، ولا أتصور أن القيادة السياسية والحكومة الانتقالية ستقف حجر عثرة أمام هذه المطالب الملحة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك