لكثرة الأدعياء.. صار طعم الشهادة لا يقدّم ولا يؤخر، في بلادٍ كل من فيها شهيد أو صديق لشهيد أو ضحية ترويج لقائمة شهداء جدد، لا ندري كيف ومتى وفي أي معركة تم قبول شهادتهم.. أو بالأصح تم استغلال دمائهم المعتّقة ببزنس المصالح الخاصة. لا أسخر من الشهداء العظام، فهم أكبر وأجلّ وأنقى من أسواق النخاسة الحزبية والسياسية، لكنني أشفق كثيراً على الأدعياء من كل الاتجاهات وفي كل الأماكن المكتظّة بصكوك الجنائن المزيفة . كل يومٍ تتكاثر أعداد المكرمين من الشهداء بشقيهم الأموات والأحياء .. وأينما اتجهت وخاصة بأسواق القات والشوارع المريبة والأزقة النتنة تجد ملصقات لوجوهٍ كالحة تربعّت على مسمّى الشهيد فلان بن فلان.. والجميع من حوله يدركون أنه لم يكن بمعركة شرف أو نضال أو تضحية لأجل وطن. ومن خلال تتبّعي لبعض الأسماء والصور الكالحة التي لفتت انتباهي.. تبيّن أن ذاك شهيد صراع قبلي.. وهذا شهيد خلاف أسري.. وأحدهم شهيد صراع أحد مطاعم العاصمة.. والآخر شهيد نزاع على أرضية.. ووو.. وضاعت الشهادة والشهداء في زحمة المطابع والصور الملونة والفوتشوب الرديء لإخراجها قدر الإمكان بطريقة تشفع للدخول في قائمة المستهدفين بالدعم من الحكومة أو أيّ جهةٍ خاصة. وكلو يضحك على كلو. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك