في البدء كانت الكلمة وليست الرصاصة.. رغم جريمة أبناء سيدنا آدم التي افتتحت مشاريع الهلاك والدمار الإنسانيّ. وللكلمة دور أساسيّ في تجييش الجماهير وفي إخماد ثوراتهم الذاتية.. وقُدرة فاعلة على توضيح الغامض من ظاهر الأمر.. وبالمقابل تحوير الحق إلى باطل، والعكس كذلك.ولأنّ الكلمة أمانة.. تسارع الكثير من مرضى النفوس لبيع ما وهبهم الله من منطقٍ حصيفٍ أو بالأصح إتقان حبكة قول.. باعوها للشرور والآثام.. وتفننوا في تأليه العبيد وإسقاط المراتب الإنسانية المتوهجة لبعض البشر الممنوحين من الله حكمةً ووعياً تستند عليه أمور حياة المجتمعات الراكضة في وهم المظاهر وزيف التجهيل. ذلك البيع البخس جعل الكثير من المتلقّين يعزفون عن استيعاب مخرجات الكلمة وأسواقها وفضاءاتها الرحبة؛ باعتبار الغبار المتكوّم على الجنائن النقيّة للكلمة. ورغم كل هذا لا يخلو الطريق من عقولٍ مبصرة.. تعي الصالح من الطالح.. والبائع من الواهب، كلمته للحق والعدل والحرية.. وقبلها للإنسانية المحلّقة فوق غمام الحياة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك