استغربتُ بالأمس لسؤال أصغر أطفالي ذي الست سنوات قائلاً: لماذا لا تكتب مقالاً عن حبي لك وحبك لي؟ ثم طرأ ببالي كتابة هذا المقال حول هذا الأمر وعلاقته برمضان خصوصاً حين نشاهد تعلق الأبناء والبنات بآبائهم خاصة في نهارات رمضان وأوقات الصلاة وأثناء الخروج للسوق، بعكس بقية أيام العام لارتباطهم الأكثر بأمهاتهم. لكن القليل منّا يستشعر أهمية الانتباه لهذا الأمر، ومدى الاستفادة من ذلك.. واستغلال هذا الشهر الكريم في تثقيف أطفالنا وتربيتهم بما يتوافق مع طموحاتهم وتعزيز سلوكهم نحو القيَم الصالحة والمفيدة لمستقبلهم. أطفالنا أمانة بأعناقنا مهما واجهتنا صعوبة الحياة، فليس من حقنا أن نشعرهم بذلك، حيث لا ذنب لهم أو عليهم.. بل نترك لهم فسحة عيش مرحلتهم التي هم فيها.. وسيأتي لهم المستقبل بمسئولياتٍ يواجهونها كما شاءوا. ووحده الحب من يصنع المستحيل.. ويعبّد وعورة الطرق.. ويفتح خزائن الحياة؛ لارتباطه الشديد بالأمل وقبل ذلك لعلاقته الوثيقة بالله تجلّى في عُلاه. يجب أن نحبّ أطفالنا لأجلهم ولأجلنا.. وأن نسعى لترويض هموم الحياة بما لا يجعلهم يدفعون ثمن حماقاتنا وتهورنا المتكاثر حول قصعة الحياة ودروبها الكِثار. ولا شيء أجمل في رمضان المبارك بعد جُنّتهِ وهدأة مفاصل روح عشاقه إلا أرواح أطفالنا وتجلياتهم التي لن نجدها في أي مكانٍ آخر خارج جنائن أحداقهم ورقصات قلوبهم المفعمة بيقين السماء. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك