الأماني كثيرة.. مثلاً أتمنى بيتاً من خشب على ضفاف بحيرة.. لكني حينها أخشى من احتراق البيت بفعل فاعل يتربّص بكل ما هو متاح للنار وغريزة عدوانيته لكل ما هو هشّ بهذه الحياة. كما أخشى أن أصبح في أعماق البحيرة أنا وبيتي وبفعل فاعل أيضاً يحلو له العبث بالمياه الراكدة والمتحركة كنوعٍ من الاستبسال والبحث عن خيرات أوهامه في قاع المياه المكتظّة بما يحلو له من الاستحواذ على الشجر والحجر والماء. في البحر المجاور لحضرموت جزيرة صغيرة تخلو من البشر إلا من عبور الصيادين بجوارها وهم في طريقهم لأرزاقهم. تلك الجزيرة تنشط بها السلاحف كمرتع خصب وحيوي لها.. تخرج من البحر وتُلقي ببيضها حيث أُتيحت لها فرصة البقاء والتكاثر.. ثم تعود للمياه في حياةٍ مفعمة بتدبير الخالق وسعة رحمته وأرزاقه التي لا تنتهي. هناك أحلم ببيتٍ خشبيّ.. رفقة البحر وسلاحفه الودودات المتوددات.. وبالنسائم الحافلة بعبق الحياة وفرادة انبعاثها المتجدد من موج البحر وأسراره العجيبة. لكن هل سيتركني البشر في مأمنٍ من خيباتهم المتوالية بالعبث بكل شيء؟.. لا أعتقد أني سأنجو من غباء من استعذبوا السطو على أملاك الله وخلقه.. باعتبار أنّ كل بقعةٍ مفتوحةٍ للريح هي لهم بشكلٍ أو بآخر. والحياة قابلة للفرح بها إن زهت القناعة على نواصي القلوب.. وتجلّت المشاعر الإنسانية بعيداً عن حماقات الأنانية.. وتخلّى البسطاء عن التطبيل لمن أعماهم الحقد البشريّ على كل ما هو جميل.. وعملوا على الخلاص من ذعرهم المقيت تجاه من استثمروا كل شيء فينا وحولنا حتى غدونا مجرد طوابير تنتظر حتفها دون رحمة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك