الصراع على السلطة ليس حديثاً، ولا معاصراً، بل هو قديم قدم الإنسان، فالإنسان بطبيعته البشرية تواق محب تغريه السلطة والحكم وقد عمل واشتغل كثيراً للوصول إلى السلطة والحكم، لن نعود كثيراً أبداً إلى الوراء.. لكن يكفي أن نعود إلى سقيفة بني ساعدة حين اختلف المسلمون عمن يخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم.. حيث اختلف القرشيون، مع الأنصار على الخلافة حتى حسمها “ عمر بن الخطاب” حين أقدم على مبايعة “أبوبكر الصديق” رضي الله عنهما للخلافة، فبايع بقية الصحابة “ أبوبكر” وكان أول خليفة للمسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وقد استقر الأمر لأبي بكر رضي الله عنه، حيث صرف الناس إلى حروب الردة، وبعد موته رضي الله عنه كان عمر بن الخطاب خليفة للمسلمين، واقترح بأن يسمى الخليفة ب”أمير المؤمنين” رضي الله عنه، وقد مات عمر “غيلة” وهو يصلي في المسجد كدليل على أن الصراع كان موجوداً لكن خفياً، ليأتي عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد اغتيل في بيته، ليأتي أميراً للمؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.. فكانت فتنة كبرى.. معاوية بن أبي سفيان رفض يبايع، وعبدالله بن الزبير وأعلن الخلافة في مكة، وقامت المعارك بين بني أمية، وعلي كرم الله وجهه “أمير المؤمنين”، وقد اغتيل علي رضي الله عنه بواسطة “عبدالرحمن بن ملجم” وهكذا مضى الصراع على السلطة حتى في البيت الأموي، وكذا في الدولة العباسية، ثم بعد ذلك في الدويلات الإسلامية الحمدانية، والأيوبية، والمملوكية، وغيرها من الدويلات، وهو صراع استمر حتى يومنا هذا. اليوم “الصراع على السلطة” في كل الوطن العربي مع الفارق أن الصراع الآن تغذيه وتصب الزيت عليه ليزداد اشتعالاً قوى إقليمية، وقوى دولية، وهو صراع تعود جذوره إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، فالتخطيط والتآمر على الوطن العربي بدأ آنذاك لاستعادة السيطرة عليه، وعلى ثرواته من قبل قوى الاستعمار القديم، لكن بوجه جديد ظاهره الحرية والديمقراطية، وثورات الشعوب، وباطنه الهيمنة والاستبداد، والفوضى الخلاقة، والخراب والدمار الذي ترتكبه من تسمي نفسها بالقوى الثورية كما يحدث في “تونس”، ومصر ، وليبيا” حيث انتهت ثورات الربيع العربي إلى انفراد القوى الدينية والجماعات المسلحة في تونس، ومصر وليبيا بالحكم، وتسعى لتفصيل أنظمة، وتصوغ دولاً على مقاسها، وهو ما أثار حفيظة الآخرين ليستمر الصراع، وتستمر الفوضى وكله على حساب الشعوب. نحن في اليمن لا نختلف عما يجري في أقطار الربيع العربي.. فالأزمة بين القوى التي تصارع على السلطة، انكشفت ، وسقط القناع عن وجهها، وكلها الآن قد جمعها مؤتمر الحوار الوطني، بعد أن تقاسمت السلطة، والشعب يتفرج يضرب خدوده لأنه يرى أن أعضاء “مؤتمر الحوار” سيعملون على إعادة انتاج السلطة، وتفصيلها على مقاسهم.. والشعب “يروح في حيص بيص” وكأنك يا بو زيد ما غزيت!! رابط المقال على الفيس بوك