إن الثورة في عُرف كل الشعوب والأمم والمفكرين تحول وتغيير في الأفكار والمفاهيم والوعي الجمعي، وتطور في منظومة القيم والسلوك، لأن الضرورة المرحلية تتطلب ارتقاء ونضجاً بما يوازي قيم الثورة وعناصر التحول، وإلا أحدثت تشوهاً وتكلساً في وعي وثقافة الفرد والجماعة. إن التغيير قد بدأت ثورته في تعز وكان ينبغي على الجميع أن يكونوا في مساره ويستجيبوا له باعتباره المخصب الأهم للقيم والسلوك الإيجابي المطلوب اجتماعياً ومؤسسياً، لكن المتتبع للأحوال والتفاعلات ومسار العلاقات في تعز الثورة والتحول والتغيير يلحظ أن البعض ما يزال مشدوداً للأشخاص ومراكز القوى ورؤى ما قبل التغيير الثوري، وكأن شيئاً لم يكن. إصلاح مؤسسات الدولة بحيث يكون ولاؤها للمواطنة المتساوية والنظام والقانون كان أحد أهم الأهداف التي تخلقت الثورة لأجلها تحمل اليمنيون مشاق وآلام المرحلة للوصول إليها، فإذا بالبعض ينقلب على تلك الأهداف ويوجه فكره وممارساته للحيلولة دون صيرورة ونجاح التغيير، بل ويرون في كل خطوة تغييرية أنها ضد وجودهم وشراكتهم التي يحدثون الضرر بها أكثر من غيرهم. فكرة الكفاءة والتخصص والقدرة هي المطلوبة حتى يكون التحول والتغيير مفيداً للمجتمع، أما ثقافة التقاسم والمحاصصة فتلك آفة قد اكتوى المجتمع بلهيبها وحرائقها. اقتحام المؤسسات وإغلاق بعضها وإخراجها عن وظيفتها الاجتماعية لأن شخصاً قد تم تغييره أو استبداله أمر يدعو للبكاء على الثورة والشهداء والأحلام الكبيرة التي مارسها وتغنى بها أبناء تعز حتى اليوم. إن النهج الذي التزم به محافظ تعز ومعه كل الشركاء يعد حتى اللحظة الأفضل أداءً واتساقاً ومساراً وتوجهاً مقارنة مع غيره من قيادات المحافظات سواء من سبقه أو تزامن معه، فلماذا نصر دائماً على اختلاق العراقيل واستحداث المشاكل والفوضى وإبراز العضلات في غير مكانها أو وقتها؟ اقتحام مكتب التربية من قبل مجموعة من الغاضبين أو الموجهين حزبياً عمل غوغائي لا عقل من ورائه ولا حكمة، إنه عمل تخريبي بكل مقاييس السياسة ولغاتها وألوانها، لا يمكن لأحد أن يصف ذلك بأنه تعبير عن الرأي أو اعتراض عليه. إن أهم ما يمكن أن يطلب من مؤتمر الحوار المحلي بتعز هو الخروج بميثاق شرف اجتماعي وحزبي وسياسي يضبط مثل تلك التصرفات والدعوات والتظاهرات والاقتحامات والتجاوزات التي لا تنم عن نضج سياسي أو حكمة قيادية أياً كان مصدرها أو الحزب أو الجماعة التي تبنتها. طالماً وكلنا ثقة بنزاهة ومصداقية وحرص محافظ تعز ومعه قيادة المحافظة على الإصلاح الإيجابي لمؤسسات الدولة بتعز ويجعل الكفاءة والنزاهة والقدرة هي أهم مميزات القيادي في أي مؤسسة أو مرفق حكومي فذلك هو الهدف الأول لثورة التغيير وعلينا أن نعين تلك الخطوات والقرارات لا أن تتحول إلى أول هادم لها ورافض لوجودها. رابط المقال على الفيس بوك