تمتلك اليمن مخزوناً نادراً من الرجال الذين يقدمون الوطن قبل كل شيء , ويضعون اعتبارات المصلحة العامة فوق اعتبارات الحزبية والمناطقية الضيقة, ويبكون على مستقبل الوطن في الوقت الذي يضحك فيه البعض فرحاً بتمزيق اليمن, ويحوك المؤامرات انتقاماً لذاته التي تنكرت للوطن الذي أثرى في يوم من الأيام على حسابه. هؤلاء الرجال الأوفياء الذين يترجمون حب الوطن الى أفعال واضحة للعيان, ويسهرون من اجل مصلحته, ويتألمون لحاله , ويشهرون سيوف الاعتراض ضد كل من يريد أن يتاجر به, هؤلاء وحدهم غير مرغوب فيهم لدى فئة أدمنت الفساد وعاشت في أوكار المحسوبية , وامتهنت أسلوب الارتزاق والاحتيال ولو على حساب الوطن. وباعتقادي ان رئيس الوزراء الحالي واحد من هؤلاء الرجال الاوفياء الذين يتعرضون لحملات تهدف للنيل من شخصه الكريم وسمعته الرفيعة وسيرته العطرة , من شخصيات افتقدت الفتات الذي كانت تعيش عليه سحتاً وتقتات به ناراً, طيلة فترة من الزمن, وبالتأكيد انهم أولئك الذين كانوا يصفقون للطاغية ليس حباً له وانما حرصاً على مصالحهم فلما تلاشت المصالح المشبوهة وانتهت الصفقات الخاسرة تحول أولئك المرتزقة إلى ابواق تنتقم من كل شيء جميل, وتتنكر لكل شيء حسن, فمنهم من فجر وخرب ومنهم من شتم وسب ومنهم من فبرك الحقائق عبر صحف صفراء لاهم لها إلا النيل من اليمنيين والتي كانت حكومة باسندوه واحدة من ثمار ثورتهم المباركة. ان المنصف يرى ان حكومة باسندوه حققت ما عجزت عنه الحكومات السابقة بدءاً من حكومة المرحوم محمد سعيد العطار وانتهاء بحكومة علي محمد مجور, ففي تلك الحكومات السابقة كنا جميعاً على مواعيد خاصة مع طوابير طويلة للغاز وأخرى للبترول وثالثة للحصول على كيس قمح, وعاشت اليمن أزمات تلو أزمات, وخلال العام الماضي فقط ودع اليمنيون البحث عن الغاز واستراح الشعب من طوابير المشتقات النفطية, وغادر هاجس الارتفاع السعري الذي حافظ على مكانته طيلة اكثر من عام في حكومة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه. تذكرني إدارة باسندوة للشؤون الحكومية بالحضرميين الرائعين فرج بن غانم طيب الله ثراه ورائد النضال السلمي المغفور له بإذن الله فيصل بن شملان, وكان الثلاثة تلاميذ مدرسة واحدة استطاعوا ان يحصلوا على درجات التفوق في النزاهة والكفاءة وفن الإدارة, وأثبتت الايام والفترة الانتقالية الحالية أن باسندوة رجل لايمتلك مفردات الكذب والخداع التي يمتلكها البعض بل يمتلك أبجديات الحب والانتماء لهذا الوطن العريق. لايعني هذا ان حكومة الوفاق تؤدي عملها بشكل طبيعي أو انها تمتلك السيطرة على كل شيء في هذا الوطن, بل بالعكس من ذلك هناك تآمر لإفشال حكومة الوفاق من خلال تفجير أنابيب النفط وقطع الكهرباء وتشجيع الفوضى الخلاقة من تلك الجهات المتأثرة من عملية التغيير, ولو وفرت لحكومة الوفاق الامكانيات التي وفرت للحكومات السابقة لرأينا من الانجازات لحكومة باسندوة ما يفوق انجازات الحكومات السابقة كلها. مشكلة البعض انه يريد من رئيس الوزراء ان يتخلى عن الثورة ويتصالح مع الفساد ويدير ظهره للمواطن المسكين ويصم أذنه عن نداء الاستغاثة من هنا أو هناك , وهو ما لم يفعله ولن يفعله باسندوة لسبب واحد هو ان المدرسة التي تربى فيها والأسرة التي ترعرع في كنفها علمته ابجديات الحرية والتواضع والصدق والشجاعة ولم تعلمه مفردات الخنوع والاستكبار والخداع . ان تشكيل ثلاثة وفود في اقل من نصف شهر الى ثلاث دول عربية لمناقشة قضايا اليمنيين فيها لتعكس مدى اهتمام حكومة الوفاق بالمواطن اليمني الذي ظل يصرخ خلال الفترة الماضية ولم يجب احد نداءه, واصبح المواطن اليمني يتعامل في كثير من دول العالم معاملة البهائم بسبب اعراض الحكومة عن الاستماع لقضايا مواطنيها في الخارج, متى كنا نسمع في العهد البائد عن وفد رسمي لزيارة السودان لمتابعة قضايا الصيادين ومتى كنا نسمع عن وفد حكومي لمتابعة قضايا العمالة في السعودية ومتى كنا نسمع عن زيارات الهدف منها الحفاظ على كرامة المواطن اليمني الا في عهد حكومة الوفاق. اقولها وبكل صراحة يكفي باسندوة انه رجل اثبت نجاحه حين أراد الآخرون له الفشل, وقاد سفينة الوفاق الوطني في وقت تآمر على ثقب السفينة من بداخلها وبحنكته أبحر بها الى شاطىء الأمان حين كان ثمة من يريد غرقها,, كم انت عظيم يا باسندوة تريد الخير للوطن في الوقت الذي يتآمر فيه البعض على الوطن, تريد مستقبلاً افضل لهذا البلد المغلوب على أمره في حين يريد من أكل من خيراته وأثرى من ثرواته ان يظل اليمن بلد الفقر والتخلف. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك