المفترض أنّ المطر دليل رحمة وبهجة ونماء وعطاء واخضرار.. إلا في وطني يتحول المطر إلى أداة للموت والفواجع والمفاجآت المتوالية. في حضرموت مثلاً يجرف المطر بشراً وحقولاً وسيارات.. وبذات الوقت يكشف عن كنوز أثرية لم تكن مرصودة بالمزاج العجيب لمسئولي الأمر المعنيين بالتنقيب.. مثلها ككثير مواقع أثرية في اليمن قام المطر بالمهمة الشاقة بلحظاتٍ يسيرة. لكنه في منطقة خولان كشف المطر عن عظام الموتى.. وعرّى بؤس وزارة الأوقاف التي من المفترض أن تقوم بتسوير المقابر والحفاظ على كرامة الموتى. وأما العاصمة صنعاء فهي بحالة استنفار دائمة بصحوٍ أو مطر.. فكوارث «السائلة» لا تنتهي.. ولا أدري متى تعي أمانة العاصمة الأمانة الملقاة على عاتقها إزاء الفواجع الدائمة في جرف السيارات وغرق البشر وعدم الاستفادة من تلك العطايا الإلهية بالشكل الملائم والمواكب لموسم الأمطار. والكثير من مناطق اليمن ترزح تحت المخاوف الدائمة من هلاكٍ يصاحب المطر.. حتى صار الكثير يخشى مجيئه ذعراً من حصادٍ لم يكن بالحسبان. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك