في بلادنا أسبوع وطني للمرور.. ويحتفل به بكثير من الفعاليات والأنشطة المرورية.. لكننا أيضاً نحتفل ونهتم بالكثير من الأنشطة والفعاليات المرورية في أسبوع المرور العربي، وذلك وفقاً للاتفاقات المرورية العربية التي توحد القوانين والنظم، والشاخصات المرورية في الوطن العربي، وعليه يسخر هذا الأسبوع المروري العربي في معالجة الكثير من الاختلالات المرورية في اليمن من خلال الفعاليات والأنشطة الثقافية المرورية، وإبراز العلامات والشاخصات، والتعليمات المرورية وأهميتها، والإعلاء من شأن رجل المرور الذي يعد صمام أمان للكثير بل لكل الناس من حوادث السير، والمخالفات التي تهدد حياتهم.. وهو أيضاً من يساعد على انسياب الحركة المرورية، والسير في الشوارع بيسر وسهولة وأمان.. لكن أكثر ما يفتقده في بلادنا هو تعاون الناس، وقلة الذوق عند الكثير، وعدم احترامهم لشرطة المرور، وشاخصاتها، وعلاماتها في كل شارع وجولة وتقاطع ومنعطف، وموقف.. إن الإنسان في بلادنا بحاجة إلى أن يتربى على الذوق، ويدرك أن المخالفات والتجاوزات، وعدم اتباع إرشادات وعلامات وتعليمات المرور تهدد حياته بإعاقة دائمة، أو بالموت الذي إذا لم يأتيه اليوم سوف يأتيه غداً، أو بعد غدٍ حين لا يكف عن المخالفات والتجاوزات، وجميعنا يسمع ويرى الحوادث المرورية الناتجة عن تجاوز التعليمات والتوجيهات المرورية بل قد يصاب أناس في عوائلهم جراء ذلك. إننا نشاهد المخالفات اليومية مثل: السرعة، الدخول بعكس الخط، الخروج والدخول من أماكن ممنوعة، الوقوف وسط الشارع للمحادثة، أو لإنزال راكب وإطلاع راكب، الوقوف في أماكن لا يجوز الوقوف فيها أو بطريقة مخالفة لطريقة الوقوف، استحداث فرزات خاصة من قبل “الموترات” وفي أماكن تعيق الحركة المرورية، الوقوف الموازي لأكثر من سيارتين، الدخول في الجولة وإقفال الخطوط، التجاوز في شوارع المدينة من الخط المعاكس، وإقفاله.. وكل هذه لها مخاطرها، وهي السبب في المشكلات المرورية وصعوبة انسياب السير، وإعاقته.. ومنها الدخول في خط ليس لك فتعيق من خلفك ممن يريد الانعطاف يمنياً أو شمالاً.. وهي مخالفات ترتكب من الجميع: حافلات، دبابات، موترات، أجرة خصوصي، جيش حكومي، نقل عام نقل خاص، وهاتلك ياعجين مروري لا يطاق، ولا يحتمل.. فيعاني رجل المرور الأمرّين جراء ذلك، وليس لديه القوة القانونية التي تمكنه من استخدام صلاحيات ضد كائناً من كان.. رجل المرور في بلادنا رجل بائس يعاني ويكابد من مرور كله مخالفات، ومن حركة مرورية كلها في شارعين، هي للوقوف والحركة وعلى طولهما تتركز الحركة المرورية إلى حد لا تجد مسافة بين “المركبات” من بداية الشارع حتى نهايته.. ناهيك عن المفرشين والباعة بالعربيات، وخروج المتاجر لاحتلال أرصفة المشاة و.. و.. الخ مما يزيد الشارع ضيقاً وحركة المرور صعوبة وعوقاً. رجل المرور في اليمن بائس تنعكس عليه كل هذه التصرفات والسلوكيات السلبية من قبل الناس وعدم تعاونهم، ناهيك عن قليل الذوق والأدب والمتعجرف .. ومايزيد الطين بلة أنه لا توجد مدن، وشوارع يستطيع أن يعمل فيها "مرور".. والفرق بيننا وبين أي بلد عربي عشرات السنين!! رابط المقال على الفيس بوك