عند الحديث عن حرية الصحافة كلٌ يتكلم عن هذه الحرية من وجهة نظره.. ومن خلال مصالحه ورغباته.. فهناك من ينظر ويزايد، ويعمل نفسه وصياً على حرية الصحافة، في حين أن ممارساته، وسلوكياته، وسياساته تنتهك حرية الصحافة، بل وتستهدف الصحافيين بالقتل، وتستهدف مقرات الصحف، ووسائل الإعلام بالعدوان والتدمير، هذه الدول، والقوى العالمية تقوم بتنفيذ عقوبات على الإعلام ووسائل الإعلام الصحافية بإيقاف بثها عبر الأقمار الصناعية، في الوقت الذي وبأعلى أصواتهم يدعون أنهم حماة الحرية، وحماة حرية الصحافة والصحافيين على مستوى الأنظمة القطرية، أو على المستوى الدولي، وتعتبر الإدارة الأمريكية أكثر الأنظمة العالمية انتهاكاً لحرية الصحافة والصحافيين.. وأكثر من مارس ويمارس ويسكت ويغض الطرف عما يحدث للصحافيين وعما يتم من انتهاكات لحرية الصحافة، والصحافيين؛ لأنها صحافة، وهناك صحافيون يتناولون بالنقد والكشف للسياسات الأمريكية الاستعمارية الإمبريالية وتعارضها وتدعو لمقاومة هذه السياسات العدوانية واللاإنسانية ضد شعوب العالم.. وتعري المخططات الإمبريالية والمشاريع الأمريكية الاستعمارية. الحرية الإعلامية والصحافية والصحافيون ينتهكون في العديد من بلدان العالم إلى حد أن الإعلام - صحافة، وتلفزة - يكذب من يقول إنه يمتلك الحرية.. فالإعلاميون والصحافيون والمراسلون لا يعملون بحرية؛ لأنهم يعملون مع مؤسسات أو مع أنظمة أو مع أشخاص أو مع أحزاب.. وهؤلاء جميعاً لهم أهدافهم من إعلامهم، صحافة، وتلفزة، وإذاعة. هذه الأهداف تتمثل في الترويج لمالك الصحافة والمواجهة والتشهير والمهاجمة لأعدائه ومناوئيه بحق ودون حق، وعليه فالصحافي والمراسل وكاتب التقارير والمحررون وغيرهم جميع من يعمل في الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة.. مع أصحاب البرامج كاللقاءات والحوارات يحرصون تماماً أن يرضوا أصحاب المؤسسة الصحافية أو الإعلامية الرسمية أو الخاصة أو الأهلية أو الحزبية؛ حتى لا تتأثر مرتباتهم ومكافآتهم، وبدلاتهم «كبدل السفر، وبدل السكن، والغذاء، والمجهود الفكري، وبدل المواصلات بالسلب»، وبالتالي يسلب الصحافي والإعلامي والمراسل، وكل الإعلاميين في جميع أنحاء العالم لا يملكون أية حرية.. وقد يتعرضون للطرد إلى الشارع إذا أراد المهنية والأمانة. بل إنهم قد تعرضوا للعدوان على مقراتهم وعليهم أثناء العمل الميداني في العديد من البلدان في أفغانستان وفي العراق وفي فيتنام وفي سوريا وفي كثير من بلدان العالم؛ لأنهم كانوا ينقلون الأخبار الميدانية بمهنية وأمانة.. وهو ما لم يعجب الإدارة الأمريكية، أو الجانب المعتدي.. بل عملوا على إسكات عدد من وسائل الإعلام وقفلها من خلال القصف أو إيقاف بثها؛ لأنها لا تتفق وأهدافهم.. فأي حرية صحافة يتكلمون عنها؟!! رابط المقال على الفيس بوك