مع العالم أجمع احتفت بلادنا، وبالذات المؤسسات الإعلامية باليوم العالمي لحرية الصحافة.. وعلى مدى أيام منذ ال 3 من إبريل تمت عدة فعاليات حول حرية الصحافة، بحثاً، ودراسة، وتوضيحاً، وتبييناً لما يتعرض له الصحافيون من انتهاك لحرياتهم، وتعرضهم في مختلف بلاد العالم، وبلادنا خاصة للكثير من القمع والتعسف، بل والقتل، وأبعد من ذلك تعرض العديد من وسائل الإعلام للحجز والحجب، وإيقاف البث، والمصادرة.. بل والقصف مثل قصف القنوات العراقية أثناء الحرب على العراق، وكذا قصف قناة المنار في حرب تموز 2006م، أيضاً قصف القنوات الإخبارية، ومراكزها في سوريا أثناء الحرب الدائرة في سوريا خلال 2011، 2012، 2013م جنباً إلى جنب مع استهداف الصحافيين، والمراسلين و........ وإلخ. ومع ذلك، ومع حرصنا على حرية الصحافة، والإعلام.. إنما إلى أي حد تكون الصحافة، والصحفي، والوسيلة الإعلامية حرة؟! ولا أخفي هنا أن الحرية الإعلامية كاملة «زيف»!! و«وهم» فالمؤسسات الإعلامية تتبع إما الأنظمة «رسمية» أو «تتبع أحزاب» أو «تتبع أشخاص» والعاملون فيها عبارة عن موظفين يتقاضون رواتب، وحوافز، ومجهوداً فكرياً، وبدل سفر، وبدل اتصالات، ومواصلات مقابل عمله وفق ما يمليه عليه أصحاب، ومالكو المؤسسات الإعلامية، وخدمة لها، وحسب أهدافها.. في الوقت الذي كل عمله، ومادته الصحافية لا تعبر عن قناعاته!! فإن أراد الإعلامي صحافي، مراسل، كاتب، أخباري، محرر.. و.. و.. إلخ أن يسعى لخدمة الحقيقة، ويتوخى المهنية سوف يتعرض للعقاب، إيقاف المكافآت، عدم إعطائه وتكليفه، تكاليف أخرى، وحرمانه من العديد من البدلات وقد تصل العقوبات إلى حد الطرد والفصل، ورميه في الشارع فيعاني ويكابد من صعوبة المعيشة، والجوع، والبؤس هو ومن يعول.. فكيف نتكلم عن حرية صحافة وإعلام، حتى في أرقى المجتمعات، والدول التي تتشدق بالوصاية على الديمقراطية والحريات!!! من الجانب الآخر.. يبقى السؤال.. إلى أي حد تكون حرية الإعلام، والعاملين فيه.. لأن الحرية قد تخرج الصحافي عن ممارسة الحرية كقيمة إنسانية سامية.. لأن الإنسان الحر لا يسمح لنفسه بالتهجم على الآخرين، والقدح والذم لهم وشتمهم، وتشويه سمعتهم، والتشهير بهم، وتوجيه التهم لهم، والتحريض عليهم، وقذفهم بكل ما ليس فيهم مستثمراً الحرية الممنوحة له استثماراً سيئاً.. ناهيك عن أولئك الذين بصحافتهم يثيرون الفتن، ويروجون لقيم وأخلاقيات، وسلوكيات، وممارسات رذيلة وضيعة تضر بالمجتمع وحدة، وأمناً، وسلاماً وتكافلاً، وتراحماً، واستقراراً.. أي يستغل عمله الإعلامي، والحرية لهدم المجتمع!! وتدميره.. مع أن كل مادته كذباً، وزيفاً، وتلفيقاً!! مثل هذا الإعلام والإعلامي كيف أمنحه الحرية، والمجال لهدم وتدمير المجتمع في حال كهذه تصبح الحرية، غوغاء، وفوضى، وعدواناً!!! الحرية الصحافية، والإعلامية يجب أن تكون محصنة بالأمانة والصدق، وتهدف إلى الحقيقة، والإصلاح، وتنوير الشارع، وتزويده بقيم الخير، والحب، والتوحد، والحق، والعدل، والسلام، والتكافل، والاستقامة، والتعاون، والإخلاص، والوطنية، ومقاومة الظلم، والفساد والفتن، والتمييز، والانتماءات الضيقة و.. و.. إلخ من القيم الإنسانية، ومحاربة السلوكيات والعادات والتقاليد السيئة والمضرة كحمل السلاح، والثأر.. والتعصب، والتطرف بأشكالهما المختلفة.. فحرية مثل هذه هي المطلوبة.. لأنها ستؤدي إلى نشوء مجتمع سوي آمن ومستقر يعيش في سلام وأمان. رابط المقال على الفيس بوك