مقتل بائع الخيار(عبد المجيد عبدالحميد السامعي) على يد احد افراد شرطة قسم المعلا ويدعى (بسام الدورية)في شارع السينما ظهر الثلاثاء الموافق 14 /5 /2013م بسبب خلاف بسيط بدأ بملاسنة بين العسكري الذي كان يقود ميكرو باص ويريد ايقافه في ذات المكان الذي كان يوقف فيه بائع الخيار عربته اليدوية ليصل الخلاف الى مشاجرة وتالياً الى طلقة رصاص صوبت الى رأس البائع من سلاح العسكري الآلي أردته قتيلا امام المارة ، حسب التناول الصحافي للحادثة. الحادثة بوقائعها لا تشير فقط الى الحضور الرخو للدولة في حياة الناس بما فيها الوظيفة المناطة بها، والمفترض ان تؤدي الى حماية المواطن لا لقتله، فعسكري الدولة وأمنها وبأدواتها يرتكب جريمة قتل بحق انسان بسيط في الشارع يتكسب من مهنة متواضعة ، مواطن ليس هو بإرهابي ولا قاطع طريق ولا متعدٍ على وسائل عيش المواطنين ومطلوب (بأي من التوصيفات الثلاثة ) للعدالة وفرضت اساليب مقاومته الرد بالمثل من عسكري شرطة يؤدي واجبه بدرجة رئيسة . الحادثة تختزل حالة الاحتقان المتضخمة في الشارع جراء التعبئة المقيتة لبسطاء الناس والعامة ضد كل ما هو (شمالي) خصوصا وان سياق ايراد الخبر صحافيا قال ان المشادة والملاسنة، استجلبت معها ملفوظات مناطقية فجة. واذا قوربت هذه الحادثة كتراكم ،وامتداد لحوادث اخذت نفس المنحى ونفذت بذات المزاج على نحو حادثة جندي الطرقات (سمير محمد شريان) من ابناء يريم الذي وجد قرب منطقة الجمرك بمدينة الضالع مذبوحا بطريقة بشعة بعد اختطافه من الطريق العام بداية شهر مايو الجاري وحادثة الاعتداء على اسرة (احمد حمود البحري ) المنحدرة من احدى المناطق الشمالية في مدينة البريقة بعدن بفأس (معتوه)أدى الى مقتل الأم واحد ابنائها واصابة الأب وابن آخر في شهر فبراير الماضي، وقبلها حوادث الاعتداء على محلات تجارية لمواطنين منحدرين من محافظات شمالية في مناطق عديدة من محافظة حضرموت الوادعة ، تشير كلها الى وعي عنصري فج ومقيت بدأ بالزحف على شارع مدني طالما قدم نفسه ليس للمحيط فقط بل للمنطقة بأسرها منذ عقود طويلة بوصفه منارة لتعايش الاقليات الدينية والاثنية بكل تسامح . على متقدمي صف الحراك السلمي وحاملي مشعل القضية الجنوبية النبيلة المتغلغلة بعدالة موضوعها في وجدان الكل ، ان يحددوا موقفا واضحا من مثل هذه الاعمال الطائشة التي تسيء للقضية وسلميتها وتسامحها ،التي طالما اجتذب الى صفها قطاعات واسعة من ابناء الشمال والجنوب معا. ترشيد الخطاب الاعلامي للحرك وخطاب بعض قادته المؤثرين وتنقيته من اللغة العنصرية المتعالية كالتي ظهر بها السفير قاسم عسكر جبران في لقائه مع قناة العربية الاسبوع قبل الماضي خطوة ضرورية ايضاً لتنصيع صورة الحراك السلمي الذي بدأت تلطخه مثل هذه اللغة الجوفاء الفارغة، والافعال الشائنة نافخو الكير في هذه البلاد كثر وتبنى على ذلك مصالحهم المتشابكة في الشمال والجنوب وجر البلاد الى مربع الكراهية التي ستستتبع بعنف وعنف مواز واحدة من اهدافهم الهامة، لأن حضورهم السياسي ونفوذهم الاقتصادي تعاظم جراء اقتياته من الانفلات والفوضى والعنف طيلة عقود وتفكيك هذا المخطط بالتأكيد يبدأ من خطاب التسامح وفعله النبيل ولا نقصد هنا ان يتخلى اخواننا في الجنوب عن قضيتهم بل تصليب حضورها في حياة الناس بشغف اخلاقي ،لا بلغة طافحة بالكراهية لتتحول بمرور الايام الى عتبة اولى للقتل. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك