كسر حاجز الخوف كان بالنسبة لمجتمعات نعيش فيها اليوم في تأثيره أفضل تأثيرا بكثير من تأثير المسرح في أوجه عدة إذ بقي الناس يراهنون طوال عقود عليه كأن يقال أعطني مسرحا أعطك شعبا يقظا أو مثقفا وهو ما لم يحدث أو يتحقق بالطبع خلال خمسين سنة مضت في أي بلد عربي وحتى في بعض حالات عربية بعينها تميزت بوجود المسرح. غير أن ما يبعث على الأمل أن هناك ما بدا يلمس في صورة إصحاح قانوني أو يقظة في اليمن أخذت عبر تأثيراتها تعكس مشهدا إيجابيا من تحول وعي الشارع العام كحشد ومطالب إلى تأثير وبروز بوادر تأسيس لشخصية الرأي العام بتأثيرها كجماعة ضغط فاعلة. فعلى خلفية ردة الفعل التي تمت خلال أيام حول قرارات أو تعيينات لشخصيات رأى كثيرون عدم أهليتها لمنصب بعينه وذلك لما قد يجعل منها بؤرة استقطاب فساد وفاسدين, كما دلل البعض بنماذج وتجارب تمت مثلا لأشخاص بعينهم أو غير مرغوبين لدى المجتمع أو قطاع واسع منه. وتبقى حالة التراجع عن قرارات رئاسية أو حكومية بفعل ضغط الشارع أو النخب القانونية والحقوقية في اليمن كحالة وخطوة جدية وسعيا من أجل تكريس قيم ومعايير وطنية للوظيفة العامة أمراً إيجابياً أعطى ويعطي أملا في الاستجابة نحو تحول إيجابي جاد ومن شأنه خلق تفاعل مجتمعي من أجل بناء الإنسان والدولة وليس فحسب من أجل الوقوف عند مجرد الاستهلاك في الكلام والتنظيرات السياسية بشأن بناء الدولة ومن ثم العودة إلى إهمال الإنسان. إن الفرد في مجتمع ما هو أهم بنية تمثل ركيزة ووعي المجتمع وعلاقته الجوهرية بمسألة الدولة والتعايش والأرض والحقوق ومسألة التعاقد المدني,إلى جانب حقه الطبيعي في الحرية وكرامة وتوازن العيش, وبالتالي لا يمكن أن تتأسس دولة بقيم مدنية أو تُبنى في ظل استبعاد الإنسان ودولة الإنسان واستقراره كبنية أساسية في أي مجتمع والمسئولية مضاعفة أمام من ارتضوا لأنفسهم أن يوضعوا موضع المسئولية التاريخية في مؤتمر الحوار ,لذلك يجدر بنا جميعا إدراك أن اليمن لم تعد تحتمل نكبات أخرى.أو قطائع وصراعات وفجوات من أي نوع. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك