كل وزير يأتي إلى كرسي التربية والتعليم يبدأ بإطلاق التصريحات ويدعو إلى ندوات، ومؤتمرات، ويعد، ويسوّف، ويؤكد، ويظهر حماسه على المضي في إصلاح التعليم، وتطويره.. ومع ذلك وعلى مدى عقود مضت لم نجد ونلمس، ونعيش سوى مع تزايد تدهور التعليم، وتقهقر المسيرة التعليمية التربوية يوماً بعد يوم في كل مكوناتها وأركانها الرئيسية، والثانوية إلى الحد الذي أصبحنا اليوم نشعر بأننا نعاني من كارثة في قطاع التربية والتعليم، وفي العملية التعليمية التعلمية التربوية رغم كل الأنشطة والفعاليات والدورات، ومشاريع تطوير التعليم لكن دون جدوى، ودون أن تظهر علينا حتى «قرون» التطوير والتطور، وكل ما يحدث هو انهيار وتردي التعليم، أما التعليم فهو غير موجود. الوزير الحالي كغيره من الوزراء يعد ويتحمس ويقيم فعاليات وأنشطة لتطوير التعليم وإصلاح العملية التعليمية التعلمية وترميم كل الاعتلالات والاختلالات التي أصابتها على مدى عقود من الزمن، ومع تأكدي، وثقتي أن الأخ الوزير لن يختلف عن سابقيه من الوزراء، إنما دعونا نسأل من الله له العون ليحقق على يديه مالم يتحقق على أيدي الوزراء السابقين. إن فهم الوضع المهتري والمتردي للتعليم، والوصول إلى أسبابه وتشخيصه تشخيصاً سليماً يحتاج إلى مصداقية، وأمانة وإخلاص ووطنية، لأن التعليم لا يحتاج إصلاحاً وتطويراً، بقدر ما هو إعادة بناء والتأسيس لتعليم قوي، وأكبر الإشكاليات التي يعاني منها التعليم، بل مشكلة الإشكاليات هي غياب أي سياسة، أو فلسفة، أو رؤية تربوية تعليمية وطنية إنسانية تؤسس وتوفر الشروط لإعادة بناء التعليم، ومواصلة إشادة البناء بأمان وسلام دون قلق، أو خوف من الانهيار. ومن الصعب جداً بل من المستحيل إعادة وإصلاح وتطوير التعليم بآليات حزبية وببقاء التعليم ضمن التقاسمات الحزبية إلى حد تصبح وزارة التربية والتعليم من نصيب هذا الحزب أو ذاك، وكلنا نعلم أن كل حزب بما لديه فرح.. فما إن يأتي هذا الحزب أو ذاك من هذا الحزب أو ذاك إلا ويبدأ يفكر كيف يهيمن حزبه على هذا القطاع وكل مفاصله الإدارية والفنية والمالية والقانونية بتوطين كوادر من حزبه في هذه المفاصل، بغض النظر عن صلاحية وتأهل وكفاءة هذه الكوادر، ودون أي اعتبار للخبرة.. المهم أن يكونوا من الحزب، لأن المهم سيطرة الحزب على قطاع المعلمين والطلاب لاستخدامهم في الانتخابات لصالح الحزب، هذه أم المشكلات التي نالت من التعليم وقطاع التربية كالورم الخبيث الذي لا علاج له سوى الاستئصال الذي لم تجرؤ عليه أي حكومة حتى الآن. الخلاصة أن استمرار الهيمنة الحزبية على قطاع التربية والتعليم يستحيل ترميم وإصلاح وتطوير التعليم وإذا سمعت عن إصلاح وتطوير التعليم فابشر بمزيد من التخريب والتدمير لما هو مخرب ومدمر.. والله المستعان على ما يصنعون!! رابط المقال على الفيس بوك