عندما تتعالى الأصوات بالتباهي والادعاء بالأفضلية واحتقار الآخر والانتقاص من حقه في الحياة، وعندما يتنامى التنابز بالألقاب، وعندما يحيف الأخ على أخيه، وعندما يظهر الفجور في الخلاف، وعندما ينمو الحقد وتزدهر الكراهية وتختفي المحبة والتسامح، ويُرفض التصالح والتسامح على الجروح، ويأخذ الكبر مأخذه، وتنتزع الحكمة ويغيب الإيمان، تهتك الأعراض والأموال والأنفس، ويسود الطغيان، والفجور والدمار، وعندها فقط تضيع الدولة وتنتهي وحدة الانسان، ويظهر قانون الغاب لفرض جبروته فتنتهي الحضارة بكل قيمها وتضيع المروءة بين الناس. إن المؤشرات في المشهد السياسي في اليمن تشهد تجاذباً خطيراً فطرف يشد باتجاه انتهاء الدولة وتدمير الحياة الانسانية من خلال الاصرار على فك الارتباط أو تدمير الدولة والعودة إلى غابة الصراعات المدمرة والمهلكة، وطرف آخر يساند ذلك الطرح بطريقة أو بأخرى ظاهرها وباطنها على حد سواء العذاب لأنه أشد وأعتى على تدمير البلاد والعباد وطرف يراوغ ويماطل ولم يظهر حقداً ولم يظهر نية لإصلاح شأن البلاد والعباد لم يبق سوى أولئك القابضين على الجمر المؤمنين بالقدر والمصير الواحد المعتصمين بحبل الله الذين ينافحون من أجل بقاء الدولة لأنها إرادة إلهية تحقق الخير العام للناس كافة، وهؤلاء المنافحون عن وحدة الأرض والدولة والانسان ليس لديهم أغراض ذاتية ولا أهواء فئوية أو مناطقية أو مذهبية أو حزبية وإنما ينظرون إلى خارطة اليمن الجغرافية بكل مكوناتها البشرية والطبيعية ويرون أن قوة اليمن في وحدة أرضه ودولته وإنسانه، وهذه الرؤية الوطنية هي التي تمثل الارادة الكلية للشعب، لأنها تستمد قوتها من الإرادة الإلهية. إن متابعة المشهد السياسي بات اليوم واضحاً رغم الغموض المخيم على بعض الفرقاء إلا أن قوة الإيمان بالوحدة وبالدولة اليمنية الواحدة القادرة والمقتدرة هي الصورة الأروع التي تجعل الناس يتفاءلون ويرون أن المشكلات الأخرى قابلة للحل وما وجد مؤتمر الحوار الوطني الشامل إلا لوضع الحلول المناسبة والموضوعية لها من أجل يمن واحد ودولة قوية ومزدهرة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك