إن إجازة عيد الفطر المباركة كانت المتنفس الذي استطاع فيه اليمنيون تجاوز مخلفات الأزمة السياسية التي خلفت الحقد والكراهية والبغضاء والشحناء داخل البيت اليمني الواحد، فقد خرج اليمنيون من شهر رمضان الكريم وقد حقق الناس الفوز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار وعززوا ذلك الفوز العظيم في أيام العيد بالتراحم والتواصل وأذابوا ركام الفرقة والتباعد الذي حاول إعاقة صلة الرحم. إن المشهد الاجتماعي الذي بدا عليه اليمنيون خلال أيام العيد قد أعاد روح الأمل والتفاؤل في نفوس أبناء الشعب من أجل نبذ العنف والاختلاف وجعل أبناء الشعب يصطفون في خندق واحد من أجل إعادة إعمار اليمن ومنع الاختلاف والاختراق وتفويت المشاريع التآمرية وتعزيز وحدة الجبهة الداخلية التي تعد القوة الحقيقية التي يستطيع بها اليمنيون مواجهة التحديات الداخلية والخارجية مهما كان حجمها، لأن قوة الإرادة الشعبية المستمدة من الإرادة الإلهية أقوى من أي تآمر وأعظم من أي تخاذل. ولئن كان المشهد الاجتماعي قد جسد الصورة الإيمانية لأبناء الشعب فقد بقي على المشهد السياسي أن يجسد القوة العقلانية والحكمة التي عرف بها اليمنيون من خلال إقدام كافة القوى السياسية على تجريم التنابز والتنابذ ومنع التلاسن الإعلامي بين مكونات القوى السياسية في البلاد تمهيداً للانطلاق نحو الحوار الوطني الشامل. إن على القوى السياسية صانعة المشهد السياسي أن تستفيد من الأجواء الأخوية التي ظهرت في المشهد الاجتماعي والكف عن المهاترات وتعزيز التلاحم الوطني من خلال المشاركة العملية في عملية الحوار الوطني من أجل الوصول إلى كلمة سواء تعزز قوة الإرادة الشعبية بإذن الله.