يدعونا التجمع الجماهيري في مدينة عدن يوم 21 مايو المنصرم ، إلى التعامل معه بواقعية ومسئولية،باعتباره مؤشراً دالاً على وجود قاعدة جماهيرية معتبرة من مواطني الجنوب يؤيدون التيار السياسي المطالب بفك الارتباط وتقرير المصير،خصوصاً وهذا التعبير الجماهيري يتنامى عدداً وصوتاً منذ انطلاق أعمال مؤتمر الحوار الوطني في 18 مارس الماضي. لن نجانب الصواب إن قلنا: إن رؤيتي حليفي الحرب والظفر “ حزب المؤتمر والإصلاح” للقضية الجنوبية ، أولجذور هذه القضية قد ساهمتا إلى حد بعيد في تعزيز مطالب ومواقف تيار النزعة الانفصالية، في إطار الحراك الجنوبي،من حيث إصرارهما على التنصّل من المسئولية الكاملة لهما عن إنتاج القضية الجنوبية، وصناعة التعقيدات التي دفعت بها إلى المطالبة بفك الارتباط والعودة إلى مربع الاستقلال الكامل بين الشمال والجنوب، خصوصاً من حيث تأكيد الرؤيتين ومعها رؤى أخرى على شطرية الجذر التاريخي للقضية الجنوبية. من كان يظن يوماً أن يرى في الجنوب، وفي عدن تحديداً،حشوداً جماهيرية معادية للوحدة ومطالبة بالانفصال؟ أعتقد أن هذا كان بعيداً عن خيال التوقع وسوء الظن، لكن الواقع يتحدث لغة واضحة ومفهومة، فهو يقول: إن الذين صنعوا الوحدة وكان لهم الدورالحاسم في إنجازها، يجاهرون اليوم بمعاداتها والعودة منها إلى التشطير التام، ومعنى ذلك أن واقعاً جاءت به الوحدة دفع بهم إلى مثل هذا التطرف في النزعة الانفصالية التي أصبحت حركة اجتماعية واسعة وقوية، وهنا ينبغي التوقف بعقل ومسئولية أمام نزعة لم تعد سياسية بل غدت حقيقة جماهيرية قائمة بالواقع والفعل. لا ننكر هنا النزعة الوحدوية في إطار الحراك الجنوبي وخارجه ولكننا نعترف بالنزعتين لنتعامل معهما بذات الواقعية التي تقتضي المبادرة سريعاً إلى الاعتراف بالتيار الانفصالي والعمل على التحاور معه من قبل التيار الوحدوي في الحراك الجنوبي أولاً، ثم من قبل قوى الوحدة في الشمال، ذلك أن التعامي عن رؤية الواقع السياسي والجماهيري للنزعة الانفصالية المتحركة في الجنوب يفسح لها المجال والطريق إلى تحقيق أهدافها في الغد المنظور. هنا ، لم يعد أمام الوحدة اليمنية من سبيل للاستمرار في دولة واحدة سوى الاتحادية (الفيدرالية) بين شطرين يتشاركان الوحدة ويستقلان بها في إطار لا إقصاء فيه ولا استبعاد ولا ضم به ولا إلحاق، وللحديث بقية. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك