جرت العادة على امتداد التأريخ أن يهيئ الله رجلاً مميزاً بين عقودٍ من السنين وأخرى يجدد دين مجتمعه ويعيد سلوكهم لإطاره السليم. هذا ما توارثناه كمسلمين في إطار دينيّ.. لكن الصحيح أن ذلك التجديد ليس شرطاً أن يكون في الإطار الديني.. وإنما قرأنا ووعينا أن يأتي ذلك التميّز عن طريق رجل دين يفقه دينه ومجتمعه.. أو أديب مثقف يجيد تحريك المياه الراكدة.. أو فنان عظيم بمختلف أشكال الفنّ. لكن المؤسف والمريب أن يستأثر العرب دون غيرهم في السنوات الأخيرة من القرن الماضي وما تبعها من سنوات القرن الحالي بوجود شخص أو جماعة بكلّ وطنٍ عربيّ.. يشعلان وقود الأحقاد والنعرات الدينية والمذهبية والطائفية والسياسية المقيتة. وللأسف الأشدّ لا يكاد يخلو أيّ مجتمع عربيّ من ذلك الشخص أو تلك الجماعة اللذين ينطلقان من خلفيةٍ دينية يتستران عبرها للنيل من مجتمعاتهم بإنهاكها بنزاعاتٍ موبوءة لا حدّ لها. والعجيب أنّ أولئك الأشخاص وتلك الجماعات لا تخدم قناعاتها الشخصية بقدر ما تخدم املاءات من خارج مجتمعاتها التي لا تتوافق مع مفهوم التعايش السليم للمجتمع الذي يعبثون به. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك