إهداء/ إلى دكتوري الفاضل وهو يمنحنا بسخاءٍ من نبعِ علمه الذي لا ينفد حيث يحلّق بنا في فضاءاتِ المعرفة اللامنتهية د/أحمد العجل كلية الإعلام. لا أظنُ شعباً من الشعوب على الكرةِ الأرضية ضرب أرقاماً قياسية في الصبر والتكيّف مع الظروفِ المجبرعلى العيشِ معها شاء أم أبى...كاليمنيين حتى وإن أدى الأمر بمواطن شعبي المقاوم لكلِ الحماقات التي أُبتلي بها أن يقضي ليلته على ضوء شمعة...ويشرب ماءه ساخناً بعزِ الصيف....ويُقطع رزقه بسبب قطع الكهرباء...ويفارق الحياة وهو بين يدي ملائكة الرحمة لتستعجله كائنات العذاب التي تضرب الكهرباء وهوفي أشدِ حالاته احتياجاً لها التي تتعلق بحياته..وبتنا لانسمع سوى هذه العبارات اليومية :( تعرّضت أبراج الكهرباء لاعتداءٍ إرهابي .....أو خروج محطة مأرب عن الخدمة....أو خلل فني....)!! وفي الصباح الباكر تسمع أُذناك وأنت تمر بشوارعِ عاصمة اليمن تلك الموسيقى (الصينية) ....(ماطور) عند كلِ محلٍ تجاري....خشية قطع أرزاقهم أو توقف الحياة بسبب من يعبث بحقهم في العيش وأبسط حقوقهم في الخدمات الأساسية.....التي هي من حقِ أي مواطن...مؤكد أن من يكتوي بنيرانِ تلك الإطفاءات التي باتت بشكلٍ سخيف ويبعثُ على الحسرة...هم مواطنوالدرجة الثالثة وبسطاء هذا الشعب ..أما أصحاب النفوذ وأصحاب الكروش(المنفوخة) لا يشعرون بظلامِ الفقراء..لأن مولدات الطاقة من النوع (الكوري) الصنع جاهزة لمدة24ساعة..وليرحل كل فقراء الشعب إلى الجحيم طالما هم في بحبوحةٍ من الضوء....!! لا بُد من وضع حدٍ يا(حكومة الوفاق) ..لأن لصبر شعبنا الطيب حدوداً وإذا انتفض(الناس) لن يرحموكم حينها..فحين تُقطع الكهرباء لتقطع الأرزاق...وتوقف مسيرة الحياة الطبيعية وتحرم الفقراء والبسطاء من أبسط حقوقهم. فلن يطول الصبر على ذلك العبث الممنهج..فإذا كانت هناك مطالب مشروعة لمن يقطعون الكهرباء ..ماذا يمنع الحكومة من التحاور معهم وإصلاح وضعهم وعدالة التوزيع لا بد أن تشمل الجميع ,كوننا في مرحلةٍ حساسة يمرُّبها الوطن وهي مرحلة إنجاح (الحوار الوطني)..ولا يكفي وزارة الكهرباء مجرد نشر (بيان صحفي) لتعطي مبرراتها (للشعب الصابر)..فلا بُد من وقفة جادة وحلول عاجلة. وما يحزُّ في النفس الآن إنني أُحرر مقالي هذا على ضوءِ(شمعة)..التي أخشى أن تثور هي أيضاً وتلتهم حياتنا قبل الأوان ...لأن ضوءها (الرومانسي)لايؤمن مكره دائماً..وأبناء اليمن ليسوا منورين على طول..فهم بشر ويحتاجون حقوقهم كباقي البشر على مساحة الكوكب الأزرق...فحتى(جارتنا لطيفة) ضاق بها الحال وهي تمسح الغبار عن(فوانيسها)التراثية..وتجعلها في حالةِ تأهبٍ دائم..وذات مساءٍ صنعاني(حزين) صعدت سطح منزلها تدعو على(كلفوت) وهي تنظر لضوءِ القمر وتقول:(اللهم إن كان كلفوت نائماً في هذه اللحظة تحت أبراج الكهرباء امنحه نومة لا يصحو منها إلا يوم البعث ..فقد ضاق حال عاصمة اليمن بالظلام..أو ترسل له صاعقة لتريح منه أبناء اليمن...)! تلك دعوة(جارتنا لطيفة)وهي جزء من كل..فاحذري دعوة المظلوم يا(حكومة الوفاق).