فيما لا زال المواطن في الداخل يفكُ طلاسم وطن مجهول الملامح والرؤية , مكبلٌ بتركة الماضي تارة وبتراكمات غياب الدولة لعقود تارة اخرى ,تباغته الأخبار القادمة من الجوار خصوصاً أنه مازال في الداخل يسير على ارض هشة , غير ثابتة , تهتز دسائس ,ومؤامرات ,وتشرذم ,وبالكاد يتبقى له الفتات وللغالبية المسحوقة بصراعاتهم وأطماعهم تفيد اخبار الشؤم تلك عزم المملكة إعادة رقم خيالي من المغتربين اليمنيين المقيمين لديها بحجج , و تعسُفات , جائرة يدفع ثمنها وللأسف مواطن فرضت عليه الظروف والحاجة والحلم بمستقبل أفضل الهجرة الى الجوار ليكون الملاذ الآمن للمستقبل , والمعيشة الكريمة ,هناك حيث جوار المصطفى واطهر أرض لكن جوارك يا حبيب الله بظلمهم ما عاد كذلك , وغدا بأطماعهم أكثر بقاع الأرض جوراً وسواد .. الرقم الذي تناقلتهُ وسائل الإعلام المختلفة مؤخراً ليس كارثياً وحسب من حيث العدد الهائل الذي سيعود للمجهول ليبدأ من الصفر في مكان لا فرص فيه للنجاح متوفرة فاقداً كل شيء ومنها مدخرات العمر التي أضاعها هي الأخرى هناك في دهاليز التعسف ,ومكاتب التجديد , وتغيير لون الكفيل «صك العبودية المطور» لكنه كارثياً أيضاً من حيث المعاناة والأزمة التي سيتسبب بها أولئك المهددون بالعودة لوطن وحكومة ليس في حساباتها من هم في الداخل فكيف سيكون الوضع مع العائدين الذين سيحاولون اقتسام الفتات مع الكثيرين في الداخل الذين أعياهم في الأصل اقتسام ذاك الفتات مع أشقائهم الصوماليين بالأمس والسوريين اليوم بفضل سياسة «قلبك كبير يا حكومة» . الرقم حقيقة كارثي على المواطن في الداخل وعلى الحكومة المثقلة فساداً ,وتلاعباً ,وإهمالاً , لشئون مواطنيها وإهداراً لكرامتهم في الداخل وأينما ذهبوا وحل رحالهم في الخارج , كارثي لوطن يعيش هكذا اوضاع معيشية ,واقتصادية , , مزرية , وطاحنة , ولن يكون الأمر بأفضل حال على المستوى الأمني وتحديداً ملفي القاعدة , والتمدد الحوثي , فالعائد ليس لديه ما يخسره خصوصاً ان الحكومة لا تضع في حسبانها مطلقاً كرامة المغترب اليمني في المملكة ولو من باب المقايضة كما قالها الرفيق \ أبو النصر فالعلاقات بين الدول تحكمها المصالح لكن مشكلتنا وللأسف كانت ومازالت أن للمتنفذين والمنتفعين مصالح وأطماع بعيدة عن مصلحة المواطن العادي المبتلى بهم , والوطن بأكمله . تلك العواقب الكارثية لابد سيكون لها صداها وأثرها الكبير علينا وعلى جيراننا وأشقائنا ليس في المملكة وحسب ولكن دول الخليج عامة الرافضة بغرور الثروة وخشية الربيع والتغيير استيعاب ان اليمن هي امتدادهم الجغرافي وعونهم البشري في التنمية والإعمار . مع تواتر أخبار العودة للمجهول تأتينا أخبار لا تسر هي الأخرى ولا تزال ما بين تأكيد , ونفي تماماً كما جرت العادة وكما كان الحال قبل وبعد الثورة مع «حكومات الجرعة هي الحل» مفادها اعتزام الحكومة فرض جرعة جديدة أظنها ستكون الكاسرة , والماحقة , والقاضية , على مواطن «يالله السلامة» خصوصاً مع تحديات الأوضاع الاقتصادية والخدمية , ولكن يبدو ان حكوماتنا ليس في جعبتها من خطط لمواجهة تعقيدات الموازنة العامة , وتجنب العجز , إلا ظهر المواطن العريض مع أن هناك حلولاً أخرى منها على سبيل المثال تخفيض مستحقات وصرفيات ترّف وزراء الحكومة , ومنع إعفاء الضرائب تحت اي من المسميات والحسابات ...أخيراً يعيش .. يعيش مواطن «يالله السلامة».