«المؤتمر الوطني للحوار الشامل» هو المؤتمر الذي ما زال منعقداً لمناقشة كل القضايا، والإشكالات اليمنية اليمنية.. ووضع تصور لليمن الجديد، يمن المستقبل، يمن يمتلك فيه الشعب السلطة، والثروة والموارد ويفرض توجيهها لمصلحة الوطن بناءً وتنمية وتطوراً، وتقدماً للأرض، والإنسان.. الآن المؤمل من مؤتمر الحوار أن ينتج ويفرز يمناً جديداً للشعب، وليس يمناً جديداً للأحزاب “ النخب الحزبية” التي لا هم لها إلا تقاسم البلاد سلطة وثروة، وموارد. إن الدولة المأمولة لا يمكن أن يفرزها، وينتجها مؤتمر الحوار الوطني.. إذا انطلق المؤتمرون من انتماءاتهم الحزبية، لأن هذه الانتماءات لن تكرس نظاماً جديداً بل ستكرس نظاماً للنخب الحزبية ومن في خدمتهم، لكن الدولة الوطنية لا ينتجها سوى من ينطلقون في حوارهم من انتمائهم الوطني وليس من انتمائهم الحزبي، وهو الانتماء الذي يجب أن يستشعره الجميع.. كل المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني، ويتجاوزون أثناء مؤتمرهم الانتماءات الضيقة، وترتقي عقولهم وأفكارهم إلى مستوى الانتماء الأوسع والأكبر الانتماء لليمن للوطن.. أي يجب أن يكونوا يمنيين وطنيين، متحررين من المصلحة الحزبية. الشعب اليمني يعلق آماله على المؤتمر الوطني للحوار، وتعليقه الآمال على المؤتمر يأتي من خلال التسمية مؤتمر «وطني للحوار» وليس مؤتمراً للحوار الحزبي.. وعليه فالمواطنون يريدون من المتحاورين بمختلف انتماءاتهم أن يكونوا وطنيين حتى تبقى مصلحة الوطن نصب أعينهم، ومصلحة الوطن هي مصلحة «كلية» لكل الناس على حد سواء، ولن يخرج أحد من هذه المصالح.. فالكل سيكون لهم نصيب في إطار المصلحة الوطنية العليا. مقابل الآملين، يكون هناك المتشائمين الذين يرون أن المتحاورين في مؤتمر الحوار الوطني هم أسباب المشاكل كلها سبب اختلافاتهم حول التقاسم، والمحاصصة للوطن سلطة وثروة وموارد بين أحزابهم.. المتشائمون يبررون تشاؤمهم من نظرتهم إلى من يتربع على منصة المؤتمر، واللجان المنبثقة عن المؤتمر هم جميعاً النخب الحزبية التي استأثرت بالسلطة والثروة والموارد خلال السابق، ولا يمكن أن تعمل على تبني دولة للشعب وتتخلى عن السلطة والثروة والموارد للشعب. علي أي حال.. حتى القواعد الحزبية لهذه النخب لم تستفد، وتظل بائسة مظلومة تعاني ما يعانيه الشعب من متاعب، ويفترض أن يفتح الشعب عيونه من حزبيين ومستقلين، فبيدهم تغيير كل شيء لا يوافق تطلعاتهم وأحلامهم في استعادة السلطة والثروة والموارد، وبيدهم رفض كل ما لا يتفق مع ذلك، لكن ننبه المشاركين في الحوار الوطني أن يكونوا جميعاً وطنيين، وينسوا انتماءاتهم الحزبية. رابط المقال على الفيس بوك