في مؤتمر الحوار الوطني الشامل يجب أن يتوافق الجميع على مصلحة الوطن، مصلحة الأمة ..لأن المؤتمر الوطني للحوار يناقش عناوين كثيرة إشكالية...ويناقش أيضاً بناء الدولة الجديدة، ووضع صيغة لمشروع دستور جديد للدولة المستقبلية، التي مطلوب أن تكون دولة للشعب، وليس دولة للأحزاب والحركات والتنظيمات السياسية أو لأشخاص، وأسر، وعشائر، وقبائل.. الدولة التي يحلم بها الشعب هي الدولة التي لا تكون للنخب الحزبية، والاجتماعية ، والدينية، والمناطقية بل للشعب كل الشعب ..دولة تعيد للشعب ملكية السلطة، والثروة والموارد ..هذا يدعو كل أعضاء مؤتمر الحوار الشامل إلى التخلي عن الرغبات الشخصية، والطموحات الأسرية، والعائلية، والقبلية، والحزبية والنخبوية من أي اتجاه.. والتفكير في الوطن والمواطن وصياغة وتفصيل دولة للشعب وعلى مقاس الوطن والأمة ..وليس على مقاسها.. وهذا يستدعي من المتحاورين أن يثبتوا وطنيتهم وانتماءهم لليمن ولشعب اليمن وكل مطلوب منه أن يقوم بإثبات ولائه لليمن وللشعب من خلال تقديمهم تنازلات عن مصالحهم الشخصية والنخبوية الحزبية وغيرها بالقول، والعمل والسعي مع الآخرين للتوافق، والاتفاق والإجماع على ما هو في مصلحة البلاد والعباد.. والتحرر من تمسك بما يريد ويرغب ويطمح إليه.. ويصر عليه مثل ذلك الذي قال:«حبتي وإلا الديك»...لأن هذا لن يوصلهم إلى الطريق الصائب.. بقدر ما سيغلق الطريق أمام المؤتمر ومخرجاته، وهذا أمر مخيف فالشعب لن يسكت وسيقرر بنفسه خارطة طريق قبل أن تقع البلاد في فوضى ظلامية تأكل الأخضر واليابس ولن تترك منكم بشراً...لذا نقول لمكونات الحوار الشامل أن تتفق، وتتوافق من أجل اليمن و الشعب.. أي الابتعاد عن دوافع وعوامل الخلاف والتباين.. والتوافق والالتقاء على مصلحة الشعب فإن توصلوا إلى قناعة بمصلحة الشعب سوف تسقط كل الخلافات، والتباينات وتستمر السفينة اليمنية بالسير نحو الشاطئ والرسو على بر الأمان. التوافق إذن ضرورة حين يكون الوطن أمناً واستقراراً وتنميته هو الهدف.. التوافق فرض حين تكون المخاطر تحيط بالبلاد والعباد وتتهددهم وحدة وديمقراطية وحياة وهذا ما نحن بحاجة له اليوم من قبل مكونات مؤتمر الحوار الوطني على كل المكونات أن تستشعر مسئوليتها الوطنية والحزبية والدينية والشبابية تجاه البلد وتجاه الشعب الذي بدأ يشعر بالإحباط منهم وصار ينظر إليهم بازدراء وأصبح يمل مشاهدتهم على التلفزيون وهم يزايدون ويناقصون ويجاملون الشعب الذي ينتظر منهم أن يترجموا ذلك عملياً ويتوافقوا إذا كانوا فعلاً مع البلد ومع الشعب مالم فستتحول نظرة الشعب إليهم بالكراهية.