المحاولات غير السليمة التي تبذلها بعض القوى لفرض رغباتها غير الشرعية الدستورية والشعبية، ولا حتى السياسية واحدة من علامات المكر السيء الذي لا يحيق إلا بأهله، ثم إن تفسير مصادر الشرعية وفق رغبات تلك القوى بات حملاً وأصبح الشعب يدرك أن تلك القوى أو بعض عناصرها لا تؤمن بأي شيء لا يحقق مصالحها ورغباتها وثرواتها، وأثبتت تجربة الحياة السياسية صوراً عديدة لانقلاب تلك العناصر على أي ثابت من الثوابت يقف في طريق رغباتها المحدودة بإرادة عناصر معروفة ومعلومة في تلك القوى. إن إدراك أهمية المرحلة الوطنية الراهنة يفرض على كل القوى الوطنية أن تفكر في كيفية إنجاح التسوية السياسية والوصول باليمن إلى رسم ملامح المستقبل الجديد الذي يضمن سلامة الأجيال، وهذا يحتاج إلى الإقلاع عن أساليب المكر، والعمل بوضوح وشفافية وعدم تفصيل القضايا ومخرجاتها وفق رغبات المكونات السياسية الحالية، بل ينبغي أن يكون التفكير لليمن كله وليس للمكونات السياسية الحالية، وبناء عليه فإن على العناصر المتنفذة والمسيطرة على بعض القوى السياسية أن تدرك أن المستقبل للأجيال القادمة التي ينبغي أن نحقق لها الخير العام ونصون لها مقومات بناء الدولة اليمنية القوية والقادرة على حماية كيانها وتعزيز قدراتها، ولا يجوز أن يكون التفكير في فئة أو مذهب أو حزب أو قبيلة، وإنما في عموم المكونات البشرية للجمهورية اليمنية والمكونات الجغرافية بعين الوطن الواحد لا بعين القوى المنتفعة التي تعكر الحياة السياسية من أجل أن تحافظ على مصالحها الخاصة والخاصة جداً على حساب المصالح الكلية للشعب. إن مؤشرات الحوار الوطني الشامل قد أظهرت والحمد لله عناصر تحقق الإرادة الكلية للشعب ومستقبل أجيال اليمن، وبدت هذه العناصر النبيلة والعظيمة في طرحها في الحوار الوطني وكأنها فعلاً لسان حال كل اليمنيين في طول البلاد وعرضها، وهذه العناصر النبيلة هي من سجل التاريخ أسماءها بأحرف من نور، لأنها نذرت حياتها من أجل سلامة اليمن وأمنها واستقرارها ووحدتها وقوتها، أما العناصر التي تعمل من أجل مصلحة فئة اجتماعية معينة ولا تهتم بعموم الوطن أو تلك التي تعكس ما يراد منها من الغير فإنها ستكون وصمة عار في جبين التاريخ، ولذلك فإنني أعتقد بأن أبناء اليمن أحرار لا يمكن أن يقبلوا بالإملاءات التي لا تخدم مستقبل الأجيال على الإطلاق، وهنا فإن على القوى التي تعودت على المكر السيء أن تكف عن الكيد والمكر من أجل مصالحها، لأن وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م أكبر من فكرهم ومماحكاتهم السيئة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك