بناء الدولة لا يعني التفكير في القضايا والموضوعات الأمنية على الإطلاق، وإنما التفكير بعمق استراتيجي على المدى البعيد بما يضمن تأمين مستقبل الأجيال، والذي نلاحظه لدى بعض القيادات السياسية هو أنها لا تفكر إلى أبعد من تحت قدميها، وهذا التفكير الأناني لا يحقق الخير الكامل لوطن الثاني والعشرين من مايو 1990م بقدر ما يخلق الإشكالات ويصنع الأزمات ومن أجل ذلك فإننا لا نكل ولا نمل من المناشدة و النداءات الدائمة والمستمرة من أجل النظر ببعد استراتيجي بعيد المدى، وأن يكف الذين لا يرغبون في التفكير في مستقبل أجيال اليمن عن التفكير في ذواتهم وأن يدركوا أن اليمن أبقى من تلك الذاتية الأنانية وأن مستقبل أجيال اليمن أرحب من ضيق أفقهم. إن القوى السياسية التي لم تستطع أن تستوعب المهام والمسئوليات الوطنية الكبرى وظلت تفكّر بعقلية الفيد وتحقيق الرغبات الخاصة وكسب القوى الظلامية المماثلة لها في منهج التفكير الذي يقود إلى العنف والتطرف والإرهاب لا يمكن أن تحقق الرضا والقبول الشرعي والسياسي والشعبي ،لأنها استمرأت الأنانية والذاتية والفئوية ووقعت في وحل التفكير الجاهلي الذي لا يقود إلا إلى الشر، وبسبب ذلك المنهج الجائر فإن هذه القوى الظلامية ليست مقبولة على الإطلاق ولا يمكن أن يمنحها الشعب الثقة لأنه جرّبها وكشف نوياها غير السليمة. إن الحياة السياسية المستنيرة تحتاج إلى العقول النظيفة التي لم تتربَ على التفكير المنغلق والجامد الذي ألحق الضرر بالحياة الإنسانية، وهنا ينبغي الاعتراف بأن منهج التفكير السليم قد انحرف عن مساره الصحيح لدى تلك القوى وعليها أن تترك الفرصة لمن هم أكثر قدرة على التفكير الاستراتيجي الذي يخدم مستقبل أجيال اليمن الواحد والموحّد ليقدموا المزيد من المفيد النافع بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك