عندما أوضحنا أن ماحدث في 2011م من الكوارث التي لايقبلها العقل المستنير, كنا ندرك بأن القوى التي أشعلت نيران تلك الأحداث الكارثية لاتؤمن بالديمقراطية ولاتقبل بحق الشعب في امتلاك السلطة, وأنها لاتقبل مطلقاً بكل الوسائل السلمية للوصول إلى السلطة, وأن تلك القوى الظلامية قد أدركت أن التغيير الذي يأتي عبر الانتخابات الحرة والمباشرة لايمكن أن يحقق رغبتها, بل رأت في الوسائل الديمقراطية والعملية الانتخابية ضرراً فادحاً في مصالحها الخاصة القائمة على الابتزاز والانتهازية, ولذلك أشعلت نيران الفتنة لمنع الشعب من ممارسة حقه في امتلاك السلطة وممارستها على أرض الواقع, لأنها لاتحترم الإرادة الشعبية بقدر سعيها إلى الاستغلال واستعباد الناس, وتعتقد أن الشعب مازال تحت وصياتها هي وحدها. إن التحذير الذي كنا نحذّر منه الشباب تداركه الكثير من الأحرار النبلاء الذين لم يكن تفكيرهم في المصلحة الذاتية الخاصة ولم تؤثر عليهم الانتماءات المختلفة وكان لإدراكهم المستنير الأثر البارز في إنقاذ البلاد من حمّام الدم الذي خطط له والاتجاه صوب الحوار الوطني الشامل الذي فوّت الفرصة على القوى الظلامية في التحكم المطلق في مستقبل أجيال اليمن والعودة إلى الاستعباد من خلال الانقلاب على أهداف الثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر عامي 1963,62م, غير أن الغريب للأسف أن نجد بعض الانتهازيين مازال يعيش في ظلام الوعود الكاذبة وموغلاً في عدم الالتزام بمكارم الأخلاق ولم ير الواقع وآلامه وأوجاع المواطن الذي يتلوّى ألماً من آثار الأحداث الكارثية ولم ير مايدور حوله من العواقب الوخيمة وظل على عدم احترامه للثوابت الوطنية بحجة الثورية المهلكة للشعب. إن اليمن اليوم في مرحلة اختتام الحوار الوطني, وقد شهدنا على مادار من الحوار الايجابي من كل القوى المشاركة فيه رغم ماظهر من فجور من بعض عناصر القوى الانتهازية الراغبة في السيطرة على مقدرات الوطن, ولذلك ندعو أحرار اليمن إلى المزيد من التوحّد من أجل استكمال بناء الدولة اليمنية الحديثة والخروج باليمن إلى برّ الأمان الذي يتحقق فيه التداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الديمقراطية الحرة والنزيهة بعيداً عن الرغبات الخاصة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك