نجحت اتفاقية الطائف سيئة الذكر في تحويل لبنان إلى دولة اللا دولة، من خلال اعتماد المراتبية الطائفية والدينية كمعيار للمواطنة ، وفي مخالفة سافرة لمعنى المواطنة والمشاركة ، بل كون الإنسان المجرد معادلا سحريا للهوية والحرية والموهبة والقدرة . ذلك ما فعلته الطائفبلبنان القادم من تاريخ التنوع والتعايش والبهاء ، فماذا يمكننا أن نتوقع إن نجح بعض مهندسي الخرائب في تعميم حالة مشابهة في اليمن، من خلال تزكية امراء الحرب القابعين بين ظهرانينا ، وانتهاك أسس الدولة عبر التشريع غير المعلن للمراتبية السلالية والمذهبية ، والغاء مفهوم المواطنة العصرية، وتضييق الحيز الجغرافي والحياتي على المواطنين، وإجازة مراكز القوى المتنفذة على الأرض .أزعم أن البعض استمرأ الحالة الانتقالية العسيرة ، وتموضع في مربع الخيارات المدمرة ، وبالمقابل يعجز الراؤون العليمون بشروط المستقبل في مغالبة سياسة الأمر الواقع ، ومقارعة المحنة القادمة التي ستحيل البلاد والعباد إلى متاهة الأزمات التي تعيد تدوير خرائبها. كل مثال ردئ لا يمكنه أن يكون مثالا للمستقبل ، والحالات اللبنانية والصومالية والعراقية الماثلة أمامنا ليست سوى الطريق السالك لاستلاب التاريخ ، وإلغاء المستقبل. اليمن ليست بحاجة إلى هذه النماذج ، وعلى العقلاء الكفاح من أجل منع وصول هذه النماذج وامتدادها على الأرض ، علما بأن تباشير البروفة الرديئة ساطعة الكآبة في غير مكان من البلاد. وآخر ما يتمناه مهندسو الدمار في اليمن ومن يعاضدهم إقليميا أن يتم تحويل البلاد إلى كانتونات قبائلية تتفق عند تخوم إلغاء الدولة والهوية ، وتدوير النماذج الصومالية العراقية اللبنانية في اليمن . أيها اليمانيون الشرفاء .. قاوموا هذا المشروع الخبيث، قاوموا هذا المشروع الخبيث . [email protected] رابط المقال عى الفيس بوك