منذ زمن وظاهرة الغش في الامتحانات طابع على جبين الشهادات الثانوية والأساسية ، فمنذ سنوات وخلال أيام الامتحانات للشهادتين وأصوات إطلاق الرصاص في المدارس القريبة من منزلي (ملعلع) بسبب دخول الغش إليها ، وكأن الامتحانات لا تتم إلا بالغش ! وبما أن الغش فن أيضا ، فله عدة طرق محبوكة كما تحدث بعضهم ،وعاماً بعد عام تظهر طرق جديدة للغش في المراكز الامتحانية رغم التشديدات الأخيرة من قبل الوزارة وفرض نماذج للأسئلة منعاً للغش إلا أن الفلوس تجيب الجن مربطين !. هذا ليس كلامي ولكنه كلام أحد الطلاب المتقدمين للامتحانات هذا العام والذي اشتكته لي والدته بقولها ( طول السنة ما يذاكرش ووقت الامتحان يطلبني فلوس عشان يدخل له الغش ) ، ما ذنب الأهالي حينما يتربى أبناؤهم على الغش بسبب فشل التعليم أولا وإهمال الطلاب؟! اذا كان الطالب يوصل البراشيم لحذاء قدمه فيكتبها عليه أو بالقمصان واحيانا على الجلد ماذا تتوقع اكثر ؟! ، الإجراءات الأمنية قد تفيد ولكن ليس في شعب يبحث عن حق القات ، لا تتجاهلوا هذه الحقيقة فمشاكلنا متعاضدة والقضاء على آفتنا الكبرى يقتضي اختفاء بقية المشاكل ومنها مشكلة الغش .. ثم لا تبنوا ثقتكم على الأمن فالأمن في أول الأمر وآخره له يد في هذه الظاهرة خصوصا في مدارس البنات وكم هي تلك القصص التي وصلتني من طالبات تتضمن تناقلاً أو تبديلاً لدفاتر الإجابات بين الطالبات تحت عين المراقب ورجال الأمن والكل شايف والكل داري ... في نهاية الأمر علينا جميعا أن نعي أن ظاهرة الغش في الامتحانات أصبحت تهدد مستقبل الأجيال في ظل ترسخ قناعات عند كثير من أولياء الأمور بأحقية أبنائهم في الحصول على شهادات ولو بالغش، رغم علمهم بتعارض ذلك مع الشرع والقانون ، فلا سيادة للسلاح أو الوساطة كي ننقذ التعليم والجيل الجديد .. رابط المقال على الفيس بوك