الوقت قبل مغرب الأحد 30 يونيو التي تم فيها التهديد منذ أشهر بأنها ستكون أشبه بيوم القيامة؟ لكن مازال المشهد هو هو كأي مظاهرة سابقة..مصر هي مصر والنيل يجري فيها والناس تمشي في الأسواق ولا شيء متغير في المشهد سوى تواجد قيادات من بقايا نظام صالح في ميدان التحرير ترفع شعار «ارحل» لمرسي أبرزهم (ياسر اليماني) كما نشرت صور ليحيى صالح مع آخرين في إحدى ميادين القاهرة وهم أيضاً يؤدون الواجب في الثورة ضد مرسي، ياسر العواضي كمان صرح أنه سيتوجه باسم المؤتمر إلى القاهرة للمشاركة بالمظاهرة ضد مرسي، هؤلاء بالحقيقة لا يمثلون المؤتمر؛ فالمؤتمر حزب مهما اختلفنا معه يحترم سيادة الحكومات وخصوصيات الشعوب، هؤلاء بقايا النظام هنا واسمهم في مصر (الفلول). الجديد أيضاً هي صور حسني مبارك مرفوعة في ميدان التحرير؟ بدلاً عن صور شهداء الثورة، هذه إذاً ثورة مضادة، ثورة القتلة وبقايا النظام والفلول، وهم إخوة من مصر إلى اليمن إلى تونس، ولا أستبعد أن يكون ممثلون قد حضروا من بقايا بن علي والقذافي في ليبيا وشبيحة الأسد، فالفلول إخوة.. ما نرى يوضح حقيقة أن ما يجري هناك يدار من قبل الفلول، وأعداء الثورة مدعومون من ممولين عرب يصارحون بعدائهم التام للثورات، ويحاولون أن يستميتوا لإفشالها حتى تكفر الشعوب بالثورات وتعود للاستكانة حماية لعروشهم وفسادهم، يبقى منظر المعارضة والثوار الذين تورطوا في مثل هذا العبث بائساً وهم جنباً إلى جنب صور حسني مبارك ومندوبي علي صالح وبن علي ورموز النظام السابق الذين يديرون البلطجة، محرقين معهم صور هؤلاء الثوار المستغفلين الذين لن يجنوا شيئاً سوى سقط مرسي أم صمد؛ لأن المعركة معركة الفلول وأعداء مصر وأعداء الثورة، هذا ما قالته الرسائل الأولى المصحوبة بعنف وإحراق وقتل بغية جر مصر إلى مربع الفوضى والاقتتال... يبقى أن نقول: إن شعب مصر ليس هو، كما أن المشهد ليس ثورة كما حاول أن يسوقه البعض؛ لأن يحيى صالح وجمال مبارك ليسا ثورة بالتأكيد، ولكنها ثورة مضادة أمامها ثورة شعبية مستمرة موجودة بكثافة تطالب بالشرعية الثورية والسلمية والتسليم بالانتخابات، وإذا كانت حملة تمرد المناهضة للرئيس قد جمعوا 22 مليوناً فلماذا لا يتجهون للانتخابات البرلمانية التي تتم بعد شهرين خاصة والدستور الجديد يسحب أهم الصلاحيات من الرئيس إلى رئيس الوزراء الذي سيعينه البرلمان المنتخب؟ وحتى كتابة هذا المقال فمصر ومظاهراتها لا تختلف عن أي مظاهرة سابقة اللهم زيادة ظهور صورة حسني مبارك ووجود مندوبي علي عبدالله صالح والبلطجة التي تحاول الإحراق والقتل لتتضح الصورة من يتحكم في المشهد، وأن الفعل قد سقط من يد الثوار المعارضين لمرسي؛ لأنهم ذهبوا بعيداً عن وسائل الثورة وقيم الدولة الديمقراطية، ولا أدري هل سيذهبون إلى نهاية المطاف يدهم بيد أولاد حسني مبارك وعلي صالح أم سيراجعون موقفهم ليذهبوا لبناء مصر والمعارضة البناءة وتأسيس مصر القوية التي يتبادل فيها الحكم عن طريق الحوار والانتخابات؟ لدينا أمل أن يستيقظ الثوار الموجودون في التحرير للخروج بجلدهم من جانب قتلة الشهداء، قبل أن يصبحوا وسائل رخيصة لأعداء الثورة وقتلة الثوار، وأياً كانت تداعيات ونتائج هذه الفتنة المدارة من قبل أعداء مصر الثورة في الداخل والخارج فإن على الثوار الحقيقيين أن ينقذوا أنفسهم من هذه الورطة، وأن يسقطوا مرسي لو أرادوا بوسائل شرعية، ويقبلوا باللعبة الديمقراطية كأسلوب وحيد لبناء الأوطان؛ لأن البديل هو الاحتراب وما قامت الثورات إلا لتأتي بأسلوب شعبي سلمي للتبادل في الحكم سقوطاً أو صعوداً أو بقاء. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك