ذهبت صباح أمس إلى أحد الأكشاك لأقرأ عن جديد مصر وعن الشأن المحلي وعن آخر الأخبار لعلي أكون على علم قدر الاستطاعة بما يحدث من حولي كمسلم وعربي وكإنسان بشكل عام .. (تصابحت) بكذبة (أعمت) عيوني وجعلتني أشك في مصداقية الإعلام بشكل عام حتى كاد الإعلام أن يطيع من نظري وكأنني أجدني أسميه (مداد على ورق) فقط , وليست صحف راقية توصل الأخبار بمصداقية إلى المواطن !! لستُ مازحاً ولا أريد نشر الفكاهة من (صباح الصبح) بل إن الخبر الذي قرأته هو : استقالة 18 وزيراً من حكومة مرسي .. في حين أنني قرأت في بعض المواقع استقالة «2 وزراء» ولم أسمع باستقالتهم رسمياً .. لأخرج بخلاصة أن هذه هي الديمقراطية التي (ينقلب) عليها من أزعجونا بتطبيقها والدعوة إليها .. لا يهمنا كل ذلك بقدر ما يهمنا سر الهجمة القوية ضد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان , فمن خلال قراءتنا للواقع الذي ينتهجه المعارضون حتى في اليمن نستطيع القول بأن السر هو مرسي الإخواني وليس مرسي الرئيس .. فالعديد من الجهات الإعلامية التابعة للمعارضة ولشلة (علياء المهدي) تكرر كلمات : حكم الإخوان يتزلزل - سقوط عرش الإخوان - نهاية الإخوان ..... الخ .. ولم ترَ قط عيني ذكر لفظة (فساد) أو مكافحته بتاتاً مما ولّد عندي شعوراً ليس فيه شك بأن القضية وما فيها هي (محاولة إسقاط الإخوان) وهذا ما لا يستطع فعله المعارضون .. نعم لن يستطع فعله المعارضون لعدة أسباب وأهمها : أن قضيتهم ليست مع رئيس فاسد أو نظام قمعي وليسوا أصلاً أصحاب مطالب يتم عرضها حتى يتعاطف معه الشعوب وحتى شعب مصر أنفسهم, إنما مع جماعة يحملون عليها أحقاداً (دفينة) قد عفى عليها الزمن وداس , لا أتذكر تاريخ ولادتها ولكنني أعيها جيداً ولذلك لم نرَ اليوم سوى قمع المعارضة للإخوان وتقتيلهم وإحراق مقراتهم حيث أننا لم نلاحظ أي رد يحمل في طياته العنف من جهة الإخوان (الحاكمون) سوى التحمّل ولو إن النظام الحاكم هو من المعارضة لرأينا جثث الإخوان تملأ الثلاجات ولرأينا أجسادهم تضج ب (السجون) كما فعل أسلاف من هم في المعارضة اليوم . برأيي ورأي الكثيرين أن هذه المعارضة التي لا يختلف اثنان على تمويلها خارجياً بأنها تريد جر إخوان مصر إلى المربع الذي حدث في الجزائر عام 1992 من دمار وقتل وعنف جعل من الجزائر مسرحاً للاقتتال , إنما كان الإخوان في مصر اليوم أكثر تعقلاً وحفاظاً على وطنهم أكثر ممن يريدون تمرير أجندة خارجية (تستعبد) مصر وتجعلها (راكعة) للكعبة السياسية تمرر فيها ما تريد من ظلم وقهر وتمزيق للمسلمين والعرب حتى ينعم أصحاب هذه الأجندة ويموت العرب والمسلمون مستعبدين إلى (آخر ركعة ونفس) وهذا ما يتعارض (ظاهرياً) مع دعوات (بتوع) الديمقراطية , وماخفي كان أعظم .. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك