إن ظهور الرئيس الشرعي لمصر الدكتور محمد مرسي أمس الأول في أول ظهور له بعد اختطافه كان ليس كما يتوقع الكثيرون حتى من مؤيديه بأن يظهر بتلك الصورة والأداء الرسمي الذي يتمتع به مرسي كرئيس منتخب لمصر العربية ..كان المتابع لقضية مصر ومرسي بالتحديد يؤمن بعدم ظهور مرسي , والبعض كان يعتقد بأن مرسي سيظهر بحالة نفسية متردية جراء تغييبه عن الواقع لثلاثة أشهر أو تزيد بعد أن كان حاكماً عادلاً لهذه البلاد الأم ..إن ظهور ذلكم القائد أمس الأول وبتلكم الهيئة المهيبة (يحكي) لنا كم كان الإخوان وحزب الحرية والعادلة موفقين جداً حد (الذهول) في اختيار شخصية بحجم مرسي تتمتع بشجاعة وحنكة وصمود أعيى حقد وسياسة السي سي وشلته من أنصار الانقلاب الذين يكنون كل الحقد والكراهية والبغض لمرسي الإخوان ومن خلال ذلك نستطيع أن نقول بأن نفس الحالة قد طالت دول الدعم البغيض وكذلك الجلالة الأمريكية والإسرائيلية التي تستميت من أجل نسيان قائد نادر كمرسي .. يتفانى البعض من أجل إيصال رسالة محتواها : بأن الإخوان ذاهبون وأن مرسي قد انتهى وكأنهم يعتقدون بل يؤمنون بأن السجن أو الوقوف في قفص الاتهام هو انتهاء أو رحيل وإلى الأبد , لأن البعض لا زال يفكر بأن كل من يصل إلى المحكمة لا بد من أن يكون قد اقترف ذنباً وجب عليه أن يأخذ عقوبته متناسين بأن (تشافيز) وغيره قد غيروا من هذا الاعتقاد (التطفلي) , وأن ما يحصل في مصر هو بداية لزمن جديد يرحل ويُحاكم فيه كل ظالم وفاسد وليس كل منصف أو (إسلامي) كما يتحدث البعض ويتوعد بطرد كل مظهر إسلامي حتى تبقى العلمانية المقيتة التي لا تتوافق مع مبادئنا ولا حتى أعرافنا كعرب قبل أن نكون مسلمين .. من خلال مشاهدتي لما حصل أثناء محاكمة مرسي اكتشفت أشياء كثيرة منها: تخبط الانقلابيين بسبب عدم استطاعتهم احتواء الوضع وخروج الزخم الجماهيري الذي يندد بهم , وكذلك عزم مرسي وأنصار شرعيته وصمودهم (الأُسطوري) في وجه الانقلابيين برغم قمعهم وقتلهم في أكثر من وقت وأكثر من مكان .. اكتشفت ذلكم لأخرج بنتيجة أنه لا بد من عودة مرسي ولا خيار آخر أو بديل عن ذلك كون الشعب لم يرض بما حصل , وحتى الانقلابيون أنفسهم لمن يشاهد قد بدأوا بمماحكات فيما بينهم منذ فترة وقد نشر قبل أيام من قناة صدى البلد التي تؤيد الانقلاب عنوان (حركة تمرد تتمرد على نفسها) إشارة إلى الخلافات التي تشهدها هذه الحركة منذ فترة ..ليعُد مرسي الشرعية , وليكن الخيار للشعب , وليرحل الانقلاب, حينها ستنعم مصر بالأمن والأمان وليقطع دابر المفسدين. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك