حتى اللحظة يمكن القول إن المعارضة السياسية المصرية أدارت لعبة الخلاف والاختلاف مع الرئاسة المصرية المسيجة بالإخوان إدارة مغايرة تماماً لما كانت قد فعلته أثناء المعركة الرئاسية السابقة ، حيث أن المعارضة الرافضة لنظام حسني مبارك لم تتمكن من نسج تحالف واسع مع من أسموهم ببقايا النظام ، فيما كانت الحقيقة الواقعية مغايرة لذلك في أفق ما ، فالنظام المصري كأي نظام عربي أدار مؤسسة واسعة، التحق بها الموظفون والعاملون وطيوف الرؤى المجتمعية، والمكونات المتعددة . لكن جوهر النظام ظل مقيما في مربع سحري صغير للغاية. يومها كان المعارضون الأشاوس يمارسون ثقافة اجتثاثية ناعمة ، ولهذا السبب قاموا بفعل سياسي عقيم من خلال مناوئة ( الفلول) و ( الإخوان) معا، فجاءت النتيجة الناجزة انتصارا لمرسي وحزبه العتيد. يومها تماسك (الإخوان ) وأحسنوا إدارة اللعبة السياسية بذكاء غير منكور ، وهو ما أفضى إلى كسب المعركة الرئاسية مقبولة النتائج من قبل الجميع. الآن وقد استعادت شرعية الشارع زخمها المتجدد المقرون بتغيير المؤسسة الرئاسية ومن يعاضدها، فإن على خلفاء اليوم إدراك عقم الإدارة بالاستبعاد، فالشعب المصري لم يعد قابلا لمزيد من الانتظار المؤلم ، والإستحقاقات الملحة ترتقي إلى مستوى الخبز والماء والدواء ، والمرحلة الانتقالية الجديدة ليست مساحة لتكرار اللجاج القانوني والمكايدات السياسية، ولكنها محك الاختبار الحقيقي للإصلاح الذي لابد أن يمضي بأدوات جديدة، وروحية خلاقة، وأولويات ترجح كفة المطالب الشعبية المشروعة، فهل سننظر حدوث ذلك؟ . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك