نحمد الله جزيل العطاء حمداً كثيراً مباركاً طيباً ملء السماوات والأرض وما بينهما على ما أنعم علينا به من الأمطار ، وذلك غيض من فيض جوده وكرمه .. فقد استجاب الله جل في علاه لدعاء أهل اليمن الميمون وتضرعهم إليه بأن يسقيهم الغيث الهنيء المدرار في ظل استمرار نضوب المياه الجوفية من أحواض عدد من محافظات الجمهورية كمحافظة ( تعزوصنعاء ) العاصمة .. وهكذا عمت الأمطار بقدرة الله معظم الأراضي اليمنية من ( حضرموت ) حتى ( صنعاء ) ومن (المحويت ) حتى ( لحج وذمار وإب وتعز ) المدينة الحالمة .. فارتوت السهول والوديان والمرتفعات ، وانتفعت المزروعات في كافة أنحاء اليمن ، فسبحان العاطي المنان ، والحمد لله على هذه النعمة .. الأمر المحزن أن تتحول نعمة المطر التي أكرمنا بها الكريم بفعل البشر إلى نقمة .. سواء في المدن أو في الطرقات الطويلة التي تربط المحافظات ببعضها ، حيث تمتلئ الشوارع والميادين في المدن بمياه الأمطار ومعظمها للأسف خالٍ من قنوات تصريف تلك المياه ، وإن وجدت فهي غير سليمة .. وذلك يحول الشوارع إلى مستنقعات مائية تنشأ عنها أضرار جمة .. إضافة إلى ما يحدثه ذلك من معاناة للمارة كباراً وأطفالاً ، وما ينتج عنه من أضرار لأصحاب السيارات جراء انتشار البرك المائية في الشوارع ، والحفر المليئة بمياه الأمطار التي يصعب تفاديها ، مما يسبب العديد من الحوادث المؤلمة .. أما الطرقات الطويلة فالخطورة فيها أكبر ، ويكمن الخطر في تساقط الصخور والأتربة من المرتفعات الجبلية مع السيول المتدفقة عبر المنحدرات والشقوق المنتشرة على تلك المرتفعات ، وذلك يخلف حوادث عديدة لها عواقب وخيمة .. فقد تتعرض المركبات للسقوط أو الانزلاق فيصاب ركابها ويتعرضون للخسائر في الممتلكات أو تتعرض حياتهم لمخاطر جسيمة .. ولذلك فالمصلحة العامة تقتضي ضرورة بناء حوائط قوية أسفل بعض المرتفعات الخطرة على الطرق الطويلة التي تتعدد فيها الحوادث عند هطول الأمطار تفادياً لسقوط الصخور والأتربة الناعمة .. وصيانة تلك الطرق بالشكل الأمثل على أن يتوقف الترميم المؤقت غير المجدي حرصاً على عدم إهدار الأموال العامة .. بالإضافة إلى التفكير الجدي في توسيع بعض الطرقات الحيوية التي تشكل أهمية تجارية وسياحية ، وتتكرر عليها تلك الحوادث المرورية المؤسفة ، كطريق ( صنعاء – الحديدة ) ، وطريق (صنعاء – تعز ) اللذين يعتبرا من الطرقات المهمة .. الملفت للأنظار أن جميع تلك الحوادث والأخطار للأسف تتكرر كل عام نتيجة لبقاء الشوارع والطرقات على ما هي عليه من العبث جراء عدم سفلتتها أو صيانتها وفقاً للمواصفات الفنية المرسومة .. إضافة إلى أن ظهور جملة من العيوب الفنية التي كانت تصاحب تنفيذ كل مشروع شكل معضلة حقيقية أمام أية حلول غير مستديمة .. بالرغم من وجود مختبر يختص باختبار جودة الأسفلت في وزارة الأشغال العامة .. باعتباره المكان الذي تجري به الاختبارات الكيميائية والبيولوجية للسوائل ، وبعض الفحوصات في مجال الطرق والبنية التحتية لضمان جودة مخرجات المشروعات وفقاً للقوانين والمعايير الدولية والمحلية المعلومة .. فهل من صحوة وتوفر نوايا صادقة لدى الجهات المعنية لمعالجة هذه المشكلة المزمنة ، لتجاوز كافة الأخطاء السابقة ، وتجنب ما يتكرر من حوادث أليمة ..؟ والمبادرة باتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لإصلاح ما أفسده أصحاب النفوس الضعيفة والضمائر النائمة .. بعد أن اتضح بجلاء أن تصرفاتهم غير الحكيمة كانت سبباً أساسياً لما يتعرض له المواطنون من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات إلى جانب استنزاف المال العام دون وجه حق في تنفيذ المشروعات غير المدروسة بصورة دائمة ..؟ الأمل كبير في أن يستجيب المعنيون لهذه المناشدة بسرعة وضع الحلول المناسبة لتلك المشكلات بصورة جذرية وحاسمة .. رحمة بإخوانهم وأبنائهم أبناء وطنهم ، وخدمة للمصلحة الوطنية السامية .. بحيث يحرص الجميع على أن يحل الموسم القادم لهطول الأمطار بمشيئة الرحمن ، وقد اتخذت الخطوات التنفيذية المجدية ، وتحقق المراد بصورة فعلية .. وتلك هي القضية . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك