أقرت حكومة الوفاق الوطني في اجتماعها الأسبوعي الثلاثاء الماضي تشكيل لجنة لتحديد سبل توفير متطلبات “تعز عاصمة ثقافية للجمهورية اليمنية” وقبل ذلك بيومين ناقش المكتب التنفيذي للعاصمة الثقافية “تعز” في اجتماع له برئاسة محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي شوقي أحمد هائل التقرير الخاص بما تم إنجازه منذ صدور القرار الجمهوري بإعلان “تعز عاصمة ثقافية” واستعرض الاجتماع خارطة البرامج للفترة “يوليو ديسمبر 2013م” ومناقشة خطة الرؤية الاستراتيجية ومشاريع البنى التحتية ومنها إنشاء مجمع ثقافي ومكتبة عامة وسبعة مراكز تنمية تعنى بالموروث الثقافي ومسارح مفتوحة . ما من شك أن صدور قرار جمهوري باعتماد تعز عاصمة ثقافية للجمهورية اليمنية يعد بمثابة وسام شرف لمحافظة تعز وأبنائها وتقدير عالٍ للدور الثقافي والتنويري لهذه المحافظة في نشر العلم والثقافة منذ أن كانت عاصمة للدولة الرسولية التي امتد حكمها من عمان شرقاً حتى مكةالمكرمة شمالاً وكانت تمثل في الماضي حاضرة المدن اليمنية. كما أن اعتماد تعز عاصمة ثقافية للجمهورية اليمنية يعد تقديراً لدور هذه المحافظة الأبية وأبنائها المخلصين في الدفاع عن ثورة ال26 من سبتمبر 1962م والمشاركة في حرب التحرير ضد الاستعمار البريطاني الذي كان جاثماً على الجزء الجنوبي من الوطن حتى تحقق الاستقلال في ال30 من نوفمبر 1967م والإسهام الفاعل في إعادة تحقيق وحدة الوطن ولكن كيف يمكن لنا نحن أبناء تعز ان نقنع الزائر لمدينتنا الحالمة “تعز” سواء من محافظات الوطن أو من الأشقاء والأصدقاء أن هذه المدينة التي تغرق في بحر من الفوضى أنها العاصمة الثقافية للجمهورية اليمنية؟. كيف يمكن أن نقنعهم وهم يرون بأم أعينهم القمامة مكدسة في الشوارع والأرصفة والأحواض التي وضعت وسط جزر الشوارع لزراعة الأشجار والورود والزهور أصبحت مقالب للقمامة؟ كيف يمكننا إقناع من يزور تعز أنها العاصمة الثقافية وهو يرى بأم عينيه هذه الفوضى الخانقة في شوارع تعز التي أصبحت عبارة عن سوق شعبي كبير تعمه الفوضى وعدم الترتيب حتى في عرض البضاعة؟. كيف يمكن لنا أن نتفاخر بأن مدينتنا الحالمة “تعز” هي العاصمة الثقافية للجمهورية اليمنية وأصحاب البسطات والباعة المتجولون والمفرشون يحتلون شوارعها وأرصفتها والدراجات النارية أصبحت تشكل مصدراً أساسياً للفوضى والإزعاج والمخالفات بل وارتكاب الجرائم؟. كيف يمكن لنا أن نفخر أن تعز عاصمة ثقافية ونحن غير قادرين على تنظيم حركة سير المركبات والوقوف السليم وعدم الالتزام بأنظمة السير؟.. وكيف يمكننا أن نتفاخر أننا أبناء تعز الثقافة والحضارة وواقع حال مدينة تعز لا يسر زائريها. تعز لم تعد كما كانت في الماضي منارة للعلم والثقافة وملهمة للمبدعين من الأدباء والشعراء والمفكرين والمثقفين والفنانين ولم تعد كما كانت قدوة يحتذى بها في السلوك الحضاري والأخلاقي والقيم النبيلة.. فقد عمد دعاة الفوضى “الخلاقة” إلى تشويه صورتها وتدمير كل شيء جميل فيها والقضاء على ما كان يتمتع به أبناؤها من ثقافة وقيم وأخلاق نبيلة وتحويلها إلى عاصمة للفوضى العارمة بامتياز. رابط المقال على الفيس بوك