السيناريو التآمري الانقلابي الذي قام به البعض ضد الشرعية الدستورية في مصر لا يمثل سوى حكومة استبدادية.. استفزازية.. فما يدور اليوم من أحداث مؤسفة في ارض الكنانة مؤامرة انقلابية بامتياز إن لم أقل بدرجة شرف عليا.. هناك قوى علمانية وبقايا فلول مندحرة حاقدة على الجماعات الإسلامية أو أية فئة ترفع شعار الإسلام السياسي، وكأن التاريخ يعيد نفسه، ولكن في سيناريوهات متباينة وأحداث متنوعة.. فما جاء في خطاب الفريق عبدالفتاح السيسي من تحريضٍ تفوح منه رائحة الحقد والكراهية والعداء المستحكم ضد الجماعات الإسلامية وعلماء الأمة في غياب قيادة ودور الأزهر الشريف الذي يمثل منارةً وسلطةً إسلامية عليا في مصر تجاه ما يدور من أحداث مؤسفة.. مصر الكنانة اليوم تمر بمرحلة من أصعب واخطر المراحل في تاريخها المعاصر الحديث إما أن تكون دولة مدنية دستورية وإما أن تكون دولةً عسكريةً مستبدةً.. وهذا من محال المحال.. هكذا هم العسكر دائماً لا يعرفون سوى السلاح والقوة والدماء.. فالوضع الراهن في مصر ينبئ بكارثة إنسانية كبرى إن لم تسارع جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي بوضع حلول فورية عاجلة قبل فوات الآوان.. مصر اليوم تدخل في نفق الحرب الأهلية المدمرة، حرب الاغتيالات والشوارع والمساجد والكنائس.. وهذا مالا نريده لمصر التاريخ والحضارة والثقافة.. لذلك لابد من رجالات مصر وحكمائها وعلمائها وأدبائها ونخبها السياسية أن يضعوا مصلحة مصر فوق أية مصالح مهما كانت التحديات عصيبة والمراهنات جسيمة والتضحيات كبيرة.. فالموقف عصيب.. والأوضاع في مصر تزداد كل يوم سوءاً.. وتحتاج إلى الحكمة وتحكيم العقل والمنطق لا السلاح والقوة والعنف.. فالعنف لا يولد إلا العنف.. والدماء التي سفكت في خواتيم هذا الشهر المبارك لم تذهب هدراً ولا شذراً وإنما ستدوّن بمداد روحاني في صحف منشرة عند مليك مقتدر.. لا تضل ولا تنسى.. التاريخ يؤكد دائماً أن سياسة البطش والتنكيل والتعنيف ستؤدي إلى نتائج كارثية.. وتقود الشارع إلى المزيد من الاحتقانات والمشاحنات والمناكفات بين الأطراف المتصارعة.. والمستفيد الأول والأخير من كل هذه الصراعات الدموية الدامية هي عدو الأمة العربية والإسلامية الأول إسرائيل كما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: (لتجدن أشد الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن أقربهم مودةً للذين آمنوا الذين قالوا أنا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون).. [سورة المائدة- الآية: 18].. فيا أبناء مصر العروبة والحضارة أنتم الذين تصنعون تاريخ وحضارة مصر الحديثة.. أنتم اليوم تواجهون تحدياتٍ ومؤامرات غايةً في الخطورة ولكن بصمودكم وإيمانكم بالله، وطموحات شعبكم العظيم الذي يواجه اليوم أشرس حملة علمانية صهيونية حاقدة على مصر أرضاً وإنساناً وتاريخاً وحضارةً.. ولكن اعلموا أن النصر آت.. مهما كانت التضحيات جسيمة.. والمحن عظيمة.. مصداقاً لقوله تعالى: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين).. ويقول عزوجل مطمئناً المؤمنين: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم انّي ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله أن الله عزيز حكيم) [سورة الأنفال- الآية: 8].. فيا شعب مصر العظيم قلوبنا معكم.. والله ناصركم ولو بعد حين.. لأن العقول المأفونة.. والنفوس المأزومة مصيرها الانكفاء والزوال مهما علت يوماً فلابد لها من لحظة سقوط مروع.. فمصر العروبة والحضارة والتاريخ غنية برجالها وعلمائها وخبرائها وحكمائها وعقلائها فلا تحتاج إلى واصٍ أو وصي.. ولا راشد أو مرشد.. فأنتم البحر والدر كامن في أحشائه.. والفرج آتٍ قريب بإذن الله..!!. رابط المقال على الفيس بوك