تدلُ كامل المؤشرات الماثلة في الساحة اليمنية على أن فكرة تمديد المرحلة الانتقالية تتناسب تماماً مع تآكل الزمن وحجم الاستحقاقات التي يُفترض إنجازها خلال المدة الزمنية القصيرة التي تفصل بين نتائج مؤتمر الحوار الوطني وما ينبغي إنجازه على الأرض. من الملاحظ في هذا الباب أن الإجراءات التمهيدية التي توازت مع سلسلة من القرارات الرئاسية واضحة المعالم والأهداف لم تتحقّق بعدُ قياساً بالأُفق المرجو من تلك القرارات، كما أن حالة الاستقطاب المقرون بشكل من أشكال التمترس الشَبَحي مازال قائماً، وإلى ذلك مازال فرقاء الساحة المعجونون بالموروثات السياسية السلبية يلتبّسون التراتبية العنفية السيكولوجية لأمراء الحرب القدامى والجُدد، ممن يجدون دعماً إقليمياً لا يُمكن إنكاره؛ لكن ذلك الدعم الإقليمي قد يتوخَّى في عرف صانعيه تحقيق تهدئة مطلوبة، واستخدام أداتي الترغيب والترهيب لكبح جماح المندفعين القبائليين ومن على شاكلتهم من مكوّنات صادرة عن ثقافة البؤس السياسي والممارسة الخاطئة؛ غير أن مثل هذه الأدوات قد لا تجدي نفعاً مع تلك الرموز العنفية الاستيهامية النابعة من ثقافة الغنيمة والمكاسب الشخصية العابرة للمعاني والقيم. لقد شوَّه هؤلاء معنى الدولة والقبيلة معاً، فلم تعد الدولة حاضناً وطنياً للهُوية الجمعية المقرونة بالمواطنة الصافية النقيَّة، ولم تعد القبيلة مُترجمة لأعرافها الحميدة التي كانت ذات قيمة خاصة في ظل الحاكميات والدويلات التاريخية البسيطة، ولم تعد تلك الأعراف تحتمل ذات المعاني السابقة في زمن التحوّلات والانعطفات الكبيرة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك