البعد الانساني خلال عيد الفكر المبارك هو الأكثر عمقاً في أوساط الحياة الاجتماعية اليمنية، حيث إن الملاحظ في هذه المناسبة الدينية أن المجتمع اليمني الذي يعاني من أزمة سياسية خانقة وكارثية تسببت فيها بعض القوى السياسية ذات المشاريع غير المتفقة مع الشعب في امتلاك السلطة وممارستها، إن هذه الأزمة لم تحل دون الأخوة والحفاظ على أواصر القربى والتكافل الاجتماعي، فالجميع في المدن والأرياف اليمنية يلتقونه على صعيد واحد يتصافحون يتناصحون يتبادلون التهاني يواسي بعضهم بعضاً، ولم يعكر صفو حياتهم الدينية والاجتماعية سوى أصحاب الأفكار الذين تربو على الحقد والكراهية، ومع ذلك فإن الناس يحاولون استيعابهم لأنهم في نهاية المطاف من أبناء جلدتنا. إن سلوكيات المواطن العادية في يمن الإيمان والحكمة فطرية ايمانية لم تستطع توليتها الحياة السياسية المشحونة بالتنافر والتباعد، ولا أكون مبالغاً إن قلت إن المجتمع اليمني في المناسبات الدينية والوطنية ايمان يترك من الواقع تسود فيه الوفاء وصلة الرحم ومكارم الأخلاق التي عرف بها اليمنيون عبر العصور المختلفة أن تقديم هذا المشهد النضالي الأخوى الايماني هو ما هو موقف القيادات الحزبية والقوى السياسية ذات الشطحات النارية التي تضحي بالوطن والمواطن من أجل تحقيق مكاسب سياسية رخيصة على حساب الدين والوطن والانسانية؟ وهل استطاعت أن ترقى إلى المستوى الشعبي المنحصر أم إنها ما زالت في حرب داحس والغبراء في عصر الجاهلية الأولى!. في العالم الآخر الأحزاب والتنظيمات والقوى السياسية تعلم الشعوب الحياة الآمنة والمستقرة المؤتلفة والمتراحمة والمتكاتفة وحب الوطن والاستعداد للدفاع عنه، وفي بلادنا اليمن بعض القوى السياسية لم تجد من عمل غير تمزيق الشعب واثارة الفتنة واحياء النعرات المناطقية والمذهبية والفئوية والقروية، لقد أثبتت هذه القوى أنها تعيش في القرن الواحد والعشرين بعقلية عبس ذيبان وقريش، في حين أن الشعب اليمني أثبت أنه أكثر وعياً من هذه القوى الظلامية وأكثر ادراكاً لفهم الحياة السياسية، وبناءً على ذلك هل تستطيع تلك القوى أن تتعلم من الشعب المحبة والتسامح والتصالح وترقى إلى مستوى المسئولية؟ نأمل ذلك من أجل يمن قوي وعزيز. رابط المقال على الفيس بوك