في أحايين كثيرة يُشعرنا الإخوان المسلمون في اليمن «حزب التجمع اليمني للإصلاح ومن والاهم وسار على دربهم» أن كل أفعالهم وردود الفعل التي يعبرون عنها تجاه ما يحدث في مصر وغير مصر لا تنم عن حكمة سياسية وقدرة على قراءة الواقع بعقلانية، وإنما تعكس العصبية المقرفة التي يمتازون بها دون سواهم وتدفعهم لارتكاب الحماقات التي لا تغتفر، والتي تتسبب في الوقت نفسه بخسارتهم جماهيرياً من ناحية، ومن ناحية أخرى تغيير مواقف الكثير من البلدان تجاههم، لا سيما تلك التي كانت تعبر عن تعاطفها معهم ليس حباً فيهم وإنما بحثاً وجرياً وراء مصالحها!.. العصبية والتعصب هي العدو الأول للإخوان المسلمين سواء في اليمن أو مصر أو غيرها من البلدان التي يتواجدون فيها.. كما أن التسرع في إطلاق الأحكام والمواقف غير المدروسة يمثل انتحاراً حقيقياً لأن قيادات الإخوان بتلك المواقف تفتح لها أبواب العداوة من كل اتجاه لتجد نفسها فيما بعد وقد خسرت الشعوب من جهة..، والتعاطف الذي كانت تظهره بعض قيادات البلدان العربية والأجنبية من جهة ثانية.. سوء تقدير قيادة الإخوان في اليمن للمواقف يفقدها كل يوم الكثير الكثير..، ورغم ذلك تصر هذه القيادات على مواصلة السير بذات النهج المدمر لها أولاً ولبلادها ثانياً دون الاستفادة من الدروس، أو التراجع قيد أنملة عن مواقفها المتعصبة والمتشنجة واللاسياسية، وترفض كلياً الإبقاء أو الحفاظ على النزر اليسير من ماء وجهها على المستويين الداخلي والخارجي.. مشكلة إخوان اليمن الرئيسية سوء التقدير السياسي للكثير من الأحداث والمواقف، بالإضافة إلى الإصرار على التمسك بالأخطاء ورفضهم التراجع عنها..، وهي نفس المشكلة التي كشف عنها الإخوان المسلمون في مصر وكانت نتيجتها هذه الأعمال والأفعال الجنونية والتدميرية التي يمارسونها ضد الشعب المصري وضد مصر بشكل عام، دون إدراك أو وعي بأن السياسة هي فن الممكن!.. قيادة إخوان اليمن ونتيجة للسياسة التي ينتهجونها نراهم يهاجمون الأشقاء سواء في مصر أو السعودية والإمارات بسبب مواقفهم العقلانية تجاه ما يحدث في مصر، وتجاه الإرهاب الذي تمارسه بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين المصرية التي رمت بعقلها جانباً واستعاضت عنه بالفكر الجنوني المدمر والهدام والذي سيحترقون في ناره لا محالة.. لو كانت قيادة الإخوان المسلمين في اليمن ممثلة بحزب التجمع اليمني للإصلاح تمارس السياسة بشكلها العقلاني والصحيح لاصطفت مع الشعب المصري والحكومة المصرية وأكدت تأييدها للمواقف العربية التي تقدمها المملكة العربية السعودية والإمارات والأردن..، وكان عليها أن تحمل جماعة الإخوان في مصر المسؤولية لما آلوا إليه من خيبة نتيجة سياساتهم الإقصائية والتكفيرية والعدائية تجاه شريحة شعبية واسعة وكبيرة من أبناء الشعب، وفي الوقت نفسه توجه لهم النصيحة الأخوية أولاً للاعتراف بالتغيير الحاصل، وثانياً الإيمان المطلق بإرادة الشعب بعيداً عن كل أساليب العناد والمكابرة.. إلا أنه للأسف الشديد نرى هذه القيادة في اليمن تتجه نحو الانتحار من خلال إعلان معاداتها الواضحة والصريحة للكل، ليس للشعب المصري وحكومته الحالية وحسب، وإنما أيضاً لدول الجوار وفي مقدمتها الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وهو الأمر الذي سينعكس سلباً على حاضرها ومستقبلها السياسي..، وربما أيضاً على اليمن واليمنيين.. فهل تتراجع قيادة إخوان اليمن عن سياستها ومواقفها أم تستمر في خطابها العدائي واللاسياسي لكل المخالفين لآرائها وتوجهاتها المتعصبة والمليئة بالمخاطر؟!.. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك