نحن الآن في العام 2013م.. وفي الشهر الثامن منه.. ومن أهم ما نلمسه، ونلاحظه أن الوضع الدولي بدأ يتحرر من هيمنة وسيطرة القطب الواحد، وأن توازناً دولياً جديداً قد بدأ.. القطب الواحد الذي فشل في إدارة العالم، وفشلت نظريته “العولمة” رغم أنه قد أخذ فرصته، وأكثر من فرصته كي يؤكد للعالم أنه جدير بإدارة العالم وقيادته إلى الأفضل، والأحسن.. فخلال أكثر من عقدين من الزمن لم يشهد العالم من الإدارة الأمريكية سوى الفوضى العالمية، وتدهور الأوضاع الدولية، ومحاولة فرض النظام الإمبريالي الرأسمالي على العالم بالقوة.. تآمرت على الشعوب وعلى أنظمتها الوطنية، واعتدت على الشعوب في كل مكان، واحتلت وفرضت على العديد من البلدان فتح قواعد عسكرية لها، ونشرت الفوضى والطائفية، والمذهبية وأثارت الفتن بهدف تدمير الدول والأنظمة، دون أن تجد من يردعها، أو يوقفها عن العبث في العالم. آنذاك أي في بداية التسعينيات من القرن الماضي قلنا إن انهيار، أو سقوط الاتحاد السوفيتي، ليس في مصلحة الأوضاع الدولية، في وقت كان العالم، وخاصة الشعوب المستضعفة ومنها الدول العربية تهلل وتكبر لهذا السقوط، وأنه سقوط وهزيمة للشمولية، وانتصار للديمقراطية، والليبرالية، ويبشرون بأن العالم مقبل على حياة كلها رخاء، ورفاهية، دون أن يعرف الذين هللوا وكبروا لسقوط الاتحاد السوفيتي معناه سقوط التوازن الدولي، وانهيار للاستقرار والأمن العالمي وللسلام الدولي، وحذرنا آنذاك من الأحادية القطبية، وانفراد الإدارة الأمريكية بالعالم، وما هي سوى أيام حتى بدأ السيد الأوحد الأمريكي يعبث بالعالم ويهدد، ويتوعد، ويخرب النظام الدولي، ويسيّر النظام العالمي ممثلاً بمؤسساته، وفقاً لقوانين الأطماع الأمريكية، وبحسب ما يشرعن للأمريكان ممارسة سياساتها العدوانية ضد شعوب العالم، وهذا الذي حذرنا منه... أيضاً أذكر أن التحولات الدولية وهيمنة القطب الأوحد.. نعم ذكرت أنه لن يدوم وأن هناك قوى أخرى ستولد وأن شعوب العالم ستصحو وتقاوم وستنقلب على هذا النظام، وسوف يعود التوازن الدولي تدريجياً ما بين 2010م 2015م.... وأن التوازن سيكون متعدد القوى. وها هي اليوم روسيا الاتحادية، والصين قد بدأتا تعملان كقوى عالمية تواجهان السياسات الأمريكية، وتعارض استخدام الأمريكان لمجلس الأمن لشرعنة عدوانها عل الشعوب والأنظمة الوطنية.. وتقف إلى جانب الدولتين الهند، وجنوب أفريقيا، والبرازيل، وتحالفات أخرى تهدف لإنهاء هيمنة القطب الأمريكي على العالم، وتوقف أمركة العالم، وخلال العامين القادمين سنشهد عالماً جديداً فعلاً. رابط المقال على الفيس بوك