التدهور الذي حدث في العلاقات الدولية خلال العقدين الماضيين منذ انهيار التوازن الدولي، بانهيار المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي، واختلال ميزان العدل والمساواة في العلاقات، والانحراف بمهام ووظائف الهيئة الدولية ومجلس أمنها، ومنظماتها وهيئاتها، ومجالسها، وانتشار الفوضى العالمية وغياب الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وفشل النظام العالمي الجديد في إدارة العالم.. كل هذا، وخلال العقدين الماضيين أدى إلى يقظة العديد من القوى العالمية، وإدراك أن ما يحدث يهدد الأمن والسلام الدوليين، وصارت تتداعى لإعادة صياغة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.. وقد ظهرت اليوم وإثر عبث النظام الدولي الامبريالي الصهيوني الجديد بمنطقة الشرق الأوسط منسقية عالمية بين العديد من القوى العالمية القوية اقتصادياً وعسكرياً لمواجهة الانفراد بالسياسة العالمية، والسعي لتقويض أمن وسلام العالم من خلال الفوضى الخلاقة في الشرق العربي. هذه المجموعة الدولية تتكون من خمس دول كبرى في العالم.. وهي: “روسيا الاتحادية، جمهورية الصين الشعبية، جمهورية الهند، جنوب أفريقيا، البرازيل”، وهناك العديد من القوى المرشحة للانضمام إلى هذه المجموعة، والتي تشكل نواة لقيام حلف دولي في مواجهة حلف الأطلسي، والامبريالية الغربية بزعامة الولاياتالمتحدة. الاسم المختصر للمجموعة “بريكس” وتدعو إلى إعادة الاعتبار للنظام الدولي، والعدالة الدولية، والمساواة في العلاقات، وعدم التدخل في شئون الدول الداخلية، وفقاً للقانون والميثاق الدوليين، وترى أن ما قامت وتقوم به الدول الغربية “الأوروبية والأمريكية” في البلاد العربية يعد انتهاكاً للنظام والعدالة الدوليين، وانتهاكاً لحقوق الشعوب ونشراً للفوضى وتقويضاً للاستقرار الدولي وتهديداً لأمنها القومي.. وعليه فنحن بصدد قيام حلف جديد في مواجهة حلف الأطلسي لإعادة التوازن للعلاقات الدولية.