هي هذه الفترة “22 سنة” التي كانت مقررة لينتهي الانفراد بالعالم، ففي 1991م حين إنهار الاتحاد السوفيتي كقوة كبرى أمام الولاياتالمتحدة كقوة أخرى.. انفردت القوة الأخيرة بالعالم، ورفعت شعار “العولمة” وسعت بالترهيب والترغيب تدعو العالم إلى نظامها الجديد العولمة أو بشكل أصح جداً “الأمركة” وخلال 22 عاماً فشلت “الإدارة الأمريكية” كقوة وحيدة في العالم أن تدير العالم بالعدل، والمساواة.. بل ذهبت إلى تخريب العالم سياسياً واقتصادياً ومالياً واجتماعياً وأمنياً وحولت العالم إلى فوضى عارمة نحن نعيشها حتى اليوم.. لأنها ورغم الديمقراطية التي تدعيها وبحجة نشر الديمقراطية في العالم إلا أنها كانت تمارس الدكتاتورية والاستبداد ضد شعوب العالم، ومن يقول “لا” لمشاريعها اتهم بالإرهاب، وانتهكت المواثيق والقوانين والإعلانات العالمية في الأممالمتحدة، وسخرت الأممالمتحدة ومؤسساتها لتبرير عدوانها وغزوها وتآمرها على الشعوب والتدخل لإسقاط أنظمتها الوطنية. هذه الممارسات الاستعمارية للإدارة الأمريكية، وحلفها “الأطلسي” ضد شعوب العالم وإصرارها على الاحتفاظ بحلف “الأطلسي العسكري” رغم أنه لم يعد له مبرر بعد انهيار “حلف وارسو” والاتحاد السوفيتي.. نعم هذه الممارسات والسلوكيات أدت إلى يقظة قوى جديدة وإدراك هذه القوى أن العالم بالقطبية الواحدة “الأمريكية” تهديد لأمن واستقرار وسلام العالم، وهو ماثبت خلال 22 عاماً.. ورأت هذه القوى إنهاء الأحادية القطبية، وضرورة إعادة العالم إلى الثنائية القطبية.. أو إلى عالم متعدد القوى، ومضت في عملها من أجل ذلك وهي ما يسمى اليوم بدول “بريكس” التي عقدت قمتها الخامسة في “دربان” في “دولة جنوب أفريقيا” تحت شعار “ بريكس وأفريقيا” شراكة من أجل التنمية والتكامل والتصنيع. “بريكس” هي الحروف الانجليزية الأولى لأعضاء هذا التجمع “BRICS” ف «بي» الحرف الأول من اسم “البرازيل” و “الآر” الحرف الأول من اسم “روسيا” والحرف الثالث “آي” الاسم الأول من اسم “الهند” والحرف الرابع هو الحرف “سي” هو الحرف الأول من اسم “الصين” والحرف “ اس” هو الخامس، والأول من اسم “جنوب أفريقيا”. مؤتمر “بريكس” الخامس عقد في 3/26 في جنوب أفريقيا، ويهدف إلى تنمية أفريقيا هذه القارة البكر، كما يهدف إلى إقامة بنك دولي للتنمية برأسمال أولي 50 مليار دولار، ومن أهم أهداف هذه المجموعة حماية المواثيق والقوانين الدولية من الانتهاك، ومنع التدخل في شئون الشعوب، وإنهاء الأحادية الأمريكية، والعمل على إعادة الصحة والعافية للاقتصاد العالمي، وتخليصه من الأزمة المالية، وتحقيق الديمقراطية العالمية بدلاً من الأحادية، وبحث طلبات الدول التي ترغب الالتحاق بالمجموعة.. إنها انطلاقة جديدة لنظام جديد يقوم على التعددية الديمقراطية بدلاً عن الأحادية، واحترام حقوق الشعوب، وحمايتها من التدخلات الخارجية. رابط المقال على الفيس بوك